السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه ومن اهتدى بهديه أما بعد:
من المعلوم أنه إذا نذر المسلم شيئا من طاعة لله تعالى وجب عليه أن يوفي بنذره ، لما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم (من نذر أن يطيع الله فليطعه ،ومن نذر أن يعصيه فلا يعصيه)
فالمسلم إذا حدد جهة من الجهات يصرف فيها النذر سواء كانت هذه الجهة ذبحا أو نهرا يجريه أو البئر أو ما يدفعه لعمارة المسجد أو غيرها من النذور الطيبة الصالحة وهي جهة بر وطاعة، وجب عليه الوفاء بنذره في هذه الجهة التي نذرها ولا يجوز له أن يصرفه إلى جهة أخرى إلا لعذر صحيح.
علماء اللجنة الدائمة السعودية سئلوا سؤال شبيه بسؤال الأخت. السؤال كان نذر أحد الناس أن يذبح الذبيحة لله تعالى إذا عاد ولده بصحة جيدة من مكان فيه خطر والحمد لله عاد هذا الولد بصحة جيدة ويسكن بالقرب منه عائلة فقيرة وأيتام، فهل يجوز إعطاء هؤلاء الأيتام والفقراء قيمة هذه الذبيحة نقدا؟؟
فأجابوا: يلزمك أن تذبح الذبيحة وفاء لنذرك وتحقيقا لنيتك وقصدك وشكرا لله على معافاة ولدك ولا يجزئ دفع قيمتها نقدا للفقراء وغيرهم .
وكذلك أيضا سئل الشيخ ابن باز رحمه: نذرت لله تعالى إن شفي الله ابنتي المريضة أن أذبح لله تعالى شاة -عنزة أو الخروف- هي الآن شفيت ولله الحمد، هل يجوز لي أن أتصدق بثمن الذبيحة لأن الفقير يفضل المال على اللحم ؟؟ فأجاب : الواجب عليك أن توفي بنذرك وذلك بذبح الشاة التي نذرتها. والصدقة بها على الفقراء تقربا إلى الله سبحانه وتعالى وطاعة له ووفاء بنذرك ولا يجزئ عنك الصدقة بل الواجب ذبح الشاة كما نذرت ذلك.
فإذا الأمر بيّن ، أنه لا يجوز طالما أنت نذرتي إن نجح ولدك أن تذبحي الذبيحة لله تعالى والحمد لله قد نجح فلا يجوز أن تقولي هناك أسرة أحوالها هكذا أو كذا، وإنما هذه الأسرة يمكن أن تطلبي ممن عنده مال من أهل الخير أن يتصدق عليهم ويعينهم فيما هم فيه من أمر دنياهم أو فيما يحتاجونه ولكن يجب عليك الوفاء بنذرك الذي عينتيه طالما أنك مستطيعة لهذا الوفاء.
