السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
بارك الله فيك وفي جميع زميلات المتوفاة رحمها الله رحمة واسعة وسائر أمواتنا وأموات المسلمين.
هناك أخطاء حدثت في التصرف -قدر الله وما شاء فعل-
اولا:الخطأ الأول عدم سؤالك هل هذا المال المجموع هل هو زكاة مال أم صدقة تطوع، مما يترتب على كل منهما في التصرف في المال.
قلت أختي الكريمة أنهم كان يصلهم مال زيادة عن احتياجتهم بدليل أنه بقي مع بقية من المال، وهذا ما حدث ايضا مع خالهم -وهو مشكلة كبيرة-
الناس عادة تخرج زكواتها أو صدقاتها ليس للأغنياء وإن جاز ذلك في صدقة التطوع، ولكن عموم الناس تخرج صدقاتها وزكواتها للفقراء والمحتاجين احتياجا شديدا، ولا يخرجها للأغنياء إلا إذا كان هذا الغني -المستور- قريب له أو جار أو صديق فيدخل هذا تحت باب (كل معروف صدقة) حديث صحيح. فممكن أن يعطى له ما يخرجه من حد الستر إلى حد الغنى، وهذا جائز في صدقة التطوع.
أما صدقة الفرض وهى الزكاة فلا يصلح فيها هذا أبدا.
فكيف يضع الخال الأموال الزائدة عن حاجة الأولاد في البنك،أو تشتري به قطعة ذهب لحفظه لهم أو تحتفظي به فترة طويلة لهم؟
هذا يجوز فقط في حالة أن يكون هذا المال سلم لكم لهؤلاء الأولاد خصيصا لهم، ولكن المعتاد في مثل هذه الأحوال أن جامع المال يقول لدينا حالة أولاد توفى والديهم رحمة الله، الناس يتبادر إلى ذهنها أنهم فقراء ومحتاجين، المفروض أنك تكفي حاجتهم ستة أشهر وممكن سنة -يجوز أن تكفي الفقير لمدة عام- تعطي له ما يكفيه طعاما وشرابا واحتياجاته الاخرى لمدة عام. ولكن يجب عليك إعلام الناس لأنه يوجد غيرهم من الفقراء لا يجدوا ما يكفيهم حتى شهر واحد.
يجب عن من يجمع مال للفقراء أن يتحرى أمرين اثنين:
الأول:هل هذ المال زكاة مال أو صدقة تطوع
الثاني: زكاة المال يجب أن تصرف في مصاريفها الثمانية كما أمر الله عز وجل {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ}، فلا يجب أن تحتفظوا بالمال بعد كفاية الفقير لا في بنك ولا في قطعة ذهب ولا بأي صورة من ذلك، لقد أعطيتهم ما يكفيهم ويخرجهم من حد الفقر والمسكنة فلا يجوز أي فعل مما قمت به من الاحتفاظ بهذا المال، انتهى.
ثانيا: الخطأ الثاني الذي حدث في هذا التصرف أنه بعد علمك بتغير أحوالهم وانتقال البنات للإقامة مع أعمامهم وسفر أحد الأولاد الذكور للعمل بالخارج والتحاق الأخر بالعمل استمريت في الإحتفاظ بالمال، لا يحق لك أختي الكريمة أن تحتفظي بزكوات وصدقات الناس وتوقفيه من أجلهم كل هذه المدة بحجة ربما يحاجوه يوما ما، لا يجوز شرعا، المال يجب أن يخرج في حينها مباشرة، وكان يجب عليك إعلام من أعطاك مال أن تعلميه أن ظروفهم تغيرت وأصبحوا مستورين، فإن رغبوا في احتفاظك بالمال لهم فيجوز وإلا فلا.
وأؤكد أيضا أن هذا في صدقة التطوع أما زكاة المال فيجب أن تنفق وفق فرض الله تعالى في المصارف الثمانية فقط.
ثالثا: أخطأ الخال خطأ جسيما أن يأخذ ما يصله من مال المسلمين ويضعه في البنك ربما يحتاجه الأولاد لما يكبروا، لا يجوز شرعا.
يجب عليك أن تستغفري الله عز وجل عن تقصيرك في طلب العلم، لأنه كان يجب عليك السؤال في حينها وليس بعد أعوام.
الآن لا يمكنك تذكر من أعطاك المال لتحطيه علما او استأذانه في التصرف في ما معك من مال، في هذه الحال من المعلوم أن هذا المال إما زكاة فتجب للفقراء والمساكين والغارمين وما شابه من أصناف الزكاة الثمانية أو أن يكون المال صدقة تطوع الأصل فيها أيضا أنها للفقراء والمحتاجين والمعدومين والغارمين أيضا، فيجب عليك أختي الكريمة أن تخرجي ما معك من مال للمستحقين مع الإستغفار والتوبة
أسأل الله أن يتجاوز عنا وعنك ويصلح أعمالنا ويهدينا سواء السبيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته