الصفرة والكدرة إن كانت في زمن الحيض أو قبله بوقت يسير وجاءت مصحوبة بألم الحيض واتصلت بدم الحيض أي نزل بعدها دم الحيض فهو جزء من الحيض تمتنع معها المرأة عن الصلاة والصوم وذلك كأن تأتي الكدرة يوم أو يومين وفي اليوم الثالث ينزل الدم فجميع الأيام حيض وهذا هو أرجح الأقوال وبه قال الشيخ ابن باز وقال به الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في قوله المتقدم وأما قوله الأخير فهو عدم اعتبار الصفرة والكدرة حيضا مطلقا قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في ثمرات التدوين 24 ( الذي ظهر لي أخيرا واطمأنت إليه نفسي أن الحيض هو خروج الدم فقط وأما الصفرة والكدرة فليستا بحيض حتى لو كانتا قبل القصة البيضاء والله أعلم )
والذي يرجح أن الصفرة والكدرة قبل الحيض حيضا إذا اتصلا بزمن الحيض، أن الصفرة والكدرة من ألوان الدماء عند أكثر الفقهاء ويدل عليه حديث عائشة رضي الله عنها أن الصفرة والكدرة قبل الطهر حيض روى مالك عن أم علقمة أن النساء كن يبعثن إلي عائشة أم المؤمنين بالدرجة فيها الكرسف في الصفرة من دم الحيض يسألنها عن الصلاة فتقول لهن ( لا تعجلن حتي ترين القصة البيضاء تريد بذلك الطهر من الحيض ) صححه الألباني في إرواء الغليل ورواه البخاري معلقا" كتاب الحيض " باب إقبال الحيض وإدباره "
والدرجة وعاء صغير تضع فيه المرأة طيبها ومتاعها
والكرسف : القطن
وكذلك قول أم عطية رضي الله عنها ( كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا ) رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والبخاري دون زيادة ( بعد الطهر .
والحقيقة أنه لا فرق بين نزولهما قبل الطهر من الحيض أو نزولهما في زمن الحيض قبل نزول الدم شرط أن يكون متصلا في زمن العادة
ويقول الفقهاء من الحنفية والحنابلة إن الصفرة والكدرة في زمن العادة حيض، فهو يشمل والله أعلم نزول الصفرة والكدرة أول الحيض .
وكذلك قول علماء المالكية والشافعية إن الصفرة والكدرة حيض مطلقا أو في زمن الإمكان يشمل نزولهما قبل الحيض وهذا ظاهر بين .
وعليه فإن قول الشيخ في هذا الفيديو هو أحد أقوال أهل العلم ولكنه ليس قولا راجحا ولكن من عمل به من العوام مقلدا قوله لأنه ليس لديه أهلية البحث والنظر في الأدلة فلا نكير عليه
