إلى الأخت الكريمة التي تريد أن تقرأ هي وبعض الأخوات أجزاء القرآن صدقة على روح والد صديقة لهم ويهدون ثواب القراءة له
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
لابد من ذكر بعض الأمور
أولا : أن قراءة كل أخت جزء معين من القرآن حتي يتم ثلاثون جزء ذلك ليس بختم للقرآن وإنما لكل واحدة أجر ما قرأت إن شاء الله تعالي
ثانيا : الأخت ذكرت في رسالتها أن تلك القراءة صدقة جارية علي روح الوالد وقراءة القرآن ثم وهب ثوابه للميت علي قول من يقول من العلماء أنه يصله الثواب وينتفع به ( أي الميت ) ولكن ذلك ليس من الصدقات الجارية كما لو قرأ إنسان جزء من القرآن يبتغي وجه الله فله أجر ولكن ذلك ليس صدقة جارية
ثالثا : قد أختلف العلماء هل يصل ثواب قراءة القرآن من الحي للميت فذهب أحمد وأبو حنيفة وبعض الشافعية إلى وصول الثواب للميت وبه أفتى ابن تيمية وغيره
والقول الثاني لا يصل إليه ثواب القراءة وهو المشهور من مذهب الشافعي ومذهب المالكية قالوا قال تعالي ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعي ) قالوا إلا أن يثبت نص فنقف عنده كما ثبت جواز الصدقة والصوم والحج عن الميت وما لم يثبت فلم يشرع
وأجاب أصحاب الفريق الأول قالوا نعم ليس للإنسان إلا ما سعي ومن قرأ القرآن وتقبل منه فقد ملك هذا الثواب ومن الغير أن يهدي ثواب سعيه لمن يشاء.
وبالجملة تلك الصورة التي ذكرت من طلبك من بعض الأخوات الإحسان لصديقتكم عن طريق قراءة بعض القرآن وهبة ثواب القراءة لوالدها الميت أمر جائز شرعا علي قول من يقول من العلماء بوصول ثواب القراءة للميت .
ولكن تتمة للفائدة من شرط وصول الثواب أن تكون القراءة خالصة لله من القارئ وليست بأجر فإن القراءة بأجر لا تقبل باتفاق (كما نقل ابن تيمية وغيره ) فليس فيها ثواب حتي يهدي للميت
ثالثا : ننصح من أجل نفع الميت بترك ذلك العمل لأنه أمر أختلف فيه هل مقبول أم لا ومن العلماء من قال بدعة كما أفتت اللجنة الدائمة بذلك وعليكم بما أجمع علي وصول نفعه للميت من الغير حتي إن لم يكن ولد له وهو الدعاء فأكثروا له في الدعاء لعل الله أن ينفعه بذلك