وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد :
الصدقة الجارية هي التي يستمر نفعها ولذا تسمي جارية فمن تصدق بألف درهم أو ألف جنيها مثلا علي فقير فأنفقها الفقير في شهر أو في شهرين فقد انقطع النفع بنفادها . ولكن من أوقف ريع شقة مثلا أو ريع أرض علي الفقراء والمساكين جري له أجر تلك الصدقة مادام نفعها جاريا مستمرا .
وكذا من طبع أو اشتري كتبا نافعة لعلماء موثوقين ووزعها علي الناس كان له أجر فيمن تعلم منها علما أو نقل منها علما فى كتابه فانتفع به الناس أو نقل منها وعلمه الناس وهكذا . وصحيح البخاري أصح كتاب تحت أديم السماء بعد كتاب الله تعالي كما ذكر ذلك أهل العلم من أهل السنة، ولذا كل من ساهم في نشره وكذا في نشر شروح علماء السنة له كشرح ابن حجر العسقلاني . وشرح ابن بطال . كان ذلك من الصدقة الجارية، كلما سمع أحد من أحاديثه واستفاد هذا العلم النافع كان له بذلك أجر إن خلصت النية لله تعالي.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم
وكان ذلك من ( أو علم ينتفع به ) وهو إما كتب ألفها وانتفع بها الناس أو اشتراها وأوقفها وانتفع بها الناس من الكتب الإسلامية النافعة أو نشره بين الناس فانتفع به المسلمون وتعلموا منه وتعلم بقية الناس من تلاميذه هذا علم ينتفع به فإن العلم الذي مع تلاميذه ونشروه بين الناس ينفعه الله به كما ينفعهم أيضا . ( جزء من شرح الحديث للشيخ الجليل ابن باز رحمه الله .
فإن قال قائل هذا لم يتكلف شيئا فهو لم ينفق مالا يشتري به ولم ينفق جهدا ووقتا في التعليم بل كل ما فعله تحميل البرنامج علي هاتفه وإرساله للمجموعات، قلنا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقي أخاك بوجه طلق ) صححه الألباني في صحيح الجامع .
ونشر العلم النافع من أعظم المعروف حتي وإن كان سبيل نشره جهد قليل .
