إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال عن فتح قبر والدتها نتيجة لرؤيا أن به رطوبة

الجواب: الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم 

أولا يجب العلم أن العبادات توقيفية لا تؤخذ من الأحلام والرؤى، ولكن هذه ليست عبادة فإن كان من رأى الرؤيا صادقا فإنها رؤيا صادقة لقول النبي صلى الله عليه وسلم "أصدقكم حديثا أصدقكم رؤيا" فيجوز فتح القبر إذا خيف من شيئ معين، مثلا من رأى ماء يخرج من القبر والماء يفسد أجسام الموتى فيغيروا المكان أو يمتصوا الماء، والأخت تقول أن الوالدة المتوفاة أخبرتهم في الرؤيا أنه توجد رطوبة في القبر فهذا له معنيين إما معنى حقيقي وهذا لن يعلم إلا بفتح القبر فعلا بحيث يتأكدوا من وجودا ماء أم لا، أو إن كان بجوار القبر قبور أخر لم يدفن فيها أحد فما يسري على هذا المكان يسري على قبر الوالدة فعليهم أن يسألوا أهل الشأن في هذه المسألة وهم المسئولون عن المقابر، قال تعالى "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُون"

فإن لم يعلموا فلا بأس من فتح القبر لأنهم لم يفتحوه تفكها أو لينظر إلى أحوال الموتى ولكنهم فتحوه خشية أن تكون الرؤيا على ظاهرها وتكون هناك رطوبة تؤذي أجساد الموتى.

الشيء الثاني أن تكون الرؤيا تأويل فهي تقول أن بقبرها رطوبة فيكون هناك شيئا ما يؤذيها فيكثر لها أهلها بالإستغفار ويتصدقوا عنها ولو بالقليل قال النبي صلي الله عليه وسلم (سبق درهم مائة ألف درهم) فالإنسان ممكن يكون معه قليل يتصدق منه بإخلاص وقصد وتعبد لله عز وجل قاصدا ومخلصا له وجهه وليس معه إلا شيء يسير يتصدق منه، وأخر معه مال كثير ألوف مؤلفة تصدق منه بألف لن تؤثر فيه وهو أيضا مخلصا ويؤجر ولكنه ليس كمن تصدق بمبلغ قليل ولكنه يؤثر في حياته تأثيرا كبيرا.

فإن فتحوا القبر ولم يجدوا به شيئا مؤذي يبقى المعنى الثاني للرؤيا فعليهم بكثرة الدعاء والصدقة وإن استطاعوا أن يؤدوا عنها عمرة والدعاء للميت أمرا عظيما لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له" كذلك دعاء الإخوان يصل.

اسأل الله أن يرحمنا وإياها رحمة واسعة ويغفر لنا ولها ولجميع المسلمين.