السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة صاحبة السؤال ، الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه
أما بعد فمن المعلوم أن قراءة القرآن هي من أعظم القربات إلى الله تعالى، ثبت في الأحاديث الصحيحة أن القرآن يشفع لمن قرأه في الليل وآثره على النوم، فقد روى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي ربي منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان ) الحديث رواه الإمام أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وكذلك أيضا في البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فقال ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثلما يعمل ، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق - يعني ينفقه في الحق - فقال رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت فيه مثل ما يعمل).
فتلاوة القرآن في الليل منجاة من الغفلة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح الذي صححه الألباني في صحيح الترغيب والترغيب (من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين).
فأي مسلم قام من الليل أفضل شئ يفعله أن يصلي فإن لم يستطع أو شق عليه أو صلى ما أعانه الله عليه ثم بعد ذلك يقرأ القرآن أو يشكر الله تعالى بالأذكار ويستغفر ويسبح ربه سبحانه وتعالى كل هذا حسن وكل هذا أجر عظيم بإذن الله تعالى، طالما هو خالصًا لله عز وجل.
أيضا من قراءة القرآن أن تقرأي وردك أو تحفظي ما عليك من ورد، لأنه بلا شك تريدين الخير ، أنتي تقرأين ثم تعيدين القراءة وهكذا.
في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( الحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألف لام ميم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف). فحين تقرأين سواء كانت هذه القراءة قراءة لوردك أو قراءة لأنك تحفظين أو قراءة لأنك تراجعين ما نسيتي من القرآن وأنت تقرأين وتكررين وتعيدين فهذه كلها من العبادات الطيبة ،بل هي من أفضل العبادة بعد الصلاة لأنك تذكرين الله تعالى بقراءة القرآن وتتقربين إليه بقراءة كلامه سبحانه فهو من أفضل العبادات.
أسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم.
