وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
رطوبة فرج المرأة مالم تكن مذيا الكلام عليها من وجهين:
المسألة الأول: هل هي طاهرة أم نجسة؟ ذهب أبي حنيفة والإمام أحمد ورواية عن الشافعي أنها طاهرة واختار ابن عثيمين هذا القول وهو الراحج لعدم دليل على نجاسة تلك الرطوبات -الإفرازات- قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع (وإذا كانت من مسلك الذكر فهي طاهرة لأنها ليست من فضلات الطعام والشراب فليست بولا والأصل عدم النجاسة حتي يقوم الدليل علي ذلك ....)
وعلي ذلك لا يلزم غسل الثياب أو تغييرها إذا أصابتها تلك الرطوبة .
المسألة الثانية : هل ينتقض الوضوء بخروج هذه الإفرازات أو لا ينتقض ؟
ذهب جمهور أهل العلم أنها تنقض الوضوء وهو الذي اختاره أيضا الشيخ ابن عثيمين حتي أنه قال (الذي ينسب عني غير هذا القول غير صادق والظاهر أنه فهم من قولي أنه طاهر أنه لا ينقض الوضوء.) انتهي مجموع فتاوي الشيخ ابن عثيمين (287/11)
وقال أيضا (285/11) أما اعتقاد بعض النساء أنه لا ينتقض الوضوء فهذا لا أعلم له أصلا إلا قول ابن حزم ) انتهي .
وإذا كانت هذه الرطوبة تنزل من المرأة نزولا مستمرا فإنها تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقت الصلاة ولا يضرها نزول هذه الرطوبة بعد ذلك ولو كانت في الصلاة كالمستحاضة وكصاحب السلس في البول .
أما إذا كان ما ينزل من المرأة أو الرجل مزيا فإن المذي نجس يجب غسل الذكر منه والأنثيين ونضح ما يصيبه من الثياب بالماء لما صح بذلك في الحديث الصحيح وأيضا ينتقض الوضوء بنزوله من الفرج .