الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
اختلف أهل العلم في ذلك فذهب الإمام أحمد وأصحاب الرأي أنه إن لم تجد المرأة محرما تسافر معه لا يجب عليها الحج ولا العمرة ويحرم عليها السفر لحج أو لغيره من غير محرم، واستدلوا على صحة مذهبهم بأدلة صحيحة منها ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم . فقام رجل فقال يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا قال صلى الله عليه وسلم انطلق فحج مع امرأتك ) قالوا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تسافر امرأة أي سفر مطلقا لحج أو غيره من غير محرم أما قوله تعالي ( ولله علي الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ) قالوا المحرم من السبيل فمن لم تجد المحرم لم يجب عليها الحج .
وذهب مالك والشافعي إلي جواز سفر المرأة للحج والعمرة من غير محرم واشترطوا بعض الشروط ولم يأت بتلك الشروط دليل كأن تسافر مع صحبة آمنة ثقات من النساء أو الرجال واستدلوا بحديث رواه البخاري عن عدي بن حاتم رضي الله قال بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة -الفقر-.. ....قال صلي الله عليه وسلم يا عدي هل رأيت الحيرة -مدينة باليمن -...... قال صلي الله عليه وسلم فإن طالت بك حياة لترين الظعينة -المرأة المسافرة -ترتحل من الحيرة حتي تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله .... ) قالوا قد أخبر صلى الله عليه وسلم عن سفر المرأة وحدها تطوف بالبيت من غير محرم .
وقال من حرم سفر المرأة من غير محرم ليس في حديث الظعينة دليل على جواز سفر المرأة من غير محرم لأن الحديث لم يأت على وجه التشريع وإنما هو إخبار عن بعض المغيبـات وليس كل إخبار عن مغيب دليل علي صحته وجواز فعله خاصة مع وجود أدلة النهي الصحيحة والصريحة في تحريم سفر المرأة من غير محرم .
وننصح الأخت أن تجتهد فيما تقدر من العبادات والطاعات فيفتح وييسر لها الله تعالي عبادات أخر لم تستطعها من قبل .
وأيضا من عزم علي فعل طاعة ولكن منعه العذر فإنه يؤجر كأجر من فعل تلك العبادة روي البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزو ةتبوك فدنا -اقترب -من المدينة فقال ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة قال وهم بالمدينة حبسهم العذر ) فعلم أن من عزم علي الطاعة وخلصت نيته لله تعالي إن حبسه مانع من تلك الطاعة كان له كأجر من فعل تلك الطاعة .