تاريخ النشر : 22-12-2023
المشاهدات : 254
السؤال
السلام عليكم معلمتى الفاضلة
    ما الحكم فى الهجرة او السفر لبلاد الكفار ؟
الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته    
    إلى الأخت صاحبة سؤال الهجرة الي بلاد الكفر  
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد 
أوﻻ بلاد الكفر هي البلد التي غالب من يسكنها كفار 
( الشيخ مقبل بن هادي الوادعي)
وسأل سائل عن جواز العمل وطلب الرزق في بلاد الكفار ثم العودة مرة أخرى إلى بلاد الإسلام فكان هذا الرد للجنة الفتوى الدائمة
( إذا أردت السفر وطلب الرزق فعليك بالسفر الي بلاد المسلمين أجل ذلك وفيها غنية عن بلاد الكفار لما في السفر الي بلاد الكفار من الخطر على العقيدة والدين والأخلاق وﻻ يجوز التجنس بجنسية الكفار لما في ذلك من الخضوع لهم والدخول تحت حكمهم) 
 وسأل سائل عن الدراسة في بلاد الكفر ثم الرجوع مرة أخرى الي بلاد الإسلام فكان الرد من علماء اللجنة الدائمة هو الأتي 
( ﻻ يجوز لك السفر الي الدول الكافرة للدراسة بها إﻻ فيما لا يتيسر لك دراسته في البلاد الإسلامية من العلوم الدنيوية كالطب والهندسة ونحوهما ولم يتيسر استقدام من يضطر إليه من المتخصصين الأمناء في هذه العلوم الي الدول الإسلامية للقيام بتدريسها للطلاب المسلمين وكانت أمتك-يقصدون بلاد الإسلام -مضطرة إلى هذه العلوم
وكنت في نفسك محصنا في دينك بالثقافة الإسلامية ولا يخشى عليك من الفتن أيام دراستك فيجوز لك حينئذ أن تسافر للدراسة في بلا الكفار)
وعليه يعلم أن الكلام هنا في المدة المحدودة المؤقتة وبالشروط السابق ذكرها 
أما الإقامة الدائمة في بلاد الكفر من غير داع شرعي كدعوة أهل الكفر الي الإسلام مع استطاعة إظهار شعائر الدين وأن يأمن على نفسه الشبهات وكذلك الشهوات وكذلك ﻻ تكون هذه الإقامة دائمة وإنما تنقضي بانقضاء المصلحة
فعلم أن الهجرة الدائمة محرمة بيقين والأصل في ذلك قول الله تعالي(الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال  "لا تَراءَى نَاراهُما" أي ﻻ يرى معسكر المسلمين نار معسكر الكافرين وكذلك بالعكس كناية عن وجوب البعد عن أهل الكفر وعسكرهم -اي بلادهم-


تعقيب من السائلة 
يعني المسلمين المقيمين في أمريكا مثلا ومعهم الجنسية وجودهم هناك حرام؟
ومنهم ملتزمين ويلبسوا النقاب ومن حفظة القرآن الكريم وبعضهم بعمل بالدعوة؟ 


إجابة الشيخة
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته 
     إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي أله وصحبه وبعد : 
أولا: لابد من التفريق بين المسألة الشرعية والحكم عليها كحكم عام بالوجوب أو التحريم أو غيره من الأحكام الشرعيه وبين إسقاط هذا الحكم علي المعين 
ونرى مثلا حتى تتضح المسألة إذا كان حكم شرب الخمر أنه محرم وهو كبيرة وشاربها يعد آثما فهذا حكم المسألة من حيث هو حكم شرعي، ولكن إذا شرب الخمر رجل معين فهل يكون آثما؟
لا يمكن الحكم بذلك عليه حتي تثبت في حقه شروط ( التأثيم ) كأن يكون عالما بالحكم ( أنها محرمة ) عالما أنها خمر( فقد يشربها وهو يظنها شرابا مباحا ) وتنتفي في حقه موانع ( التأثيم ) كالجهل بالحكم وعدم الإكراه وألا يكون مضطرا كمن أوشك علي الهلاك في فلاة ( صحراء ) مثلا ولم يجد إلا خمرا .
ومثال آخر كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر أن مات غريق أو في الحرق والمطعون شهيد إلي غير ذلك ممن ذكرهم صلي الله عليه وسلم 
فهذا حكم المسألة من حيث هي حكم شرعي أن من مات مثلا محروقا فهو شهيد 
ولكن إذا مات معين محروقا فهل هو شهيد لابد أن تثبت في حقه شروط منها التقوي والدين وأن يموت صابرا محتسبا .وتنتفي في حقه موانع الحكم ( الشهادة ) وهي الكفر أو الفسق أو يموت متسخطا قدر الله تعالي. 
وهكذا في كل مسألة وفي مسألتنا هذه قد يكون بعض ممن معهم الجنسية إنما أخذوها لأنهم ولدوا هناك وهذا قانون عند تلك البلاد أو يكون أخذ الجنسية لتكون بإذن الله سببا في دفع بعض المضار ولكن لابد أن تكون مضار متحققة الوقوع لا مضار موهومة .أو يكون من أخذها جاهلا بالحكم الشرعي وفي كل حال لابد أن لا تكون نية المسلم الهجرة الدائمة والركون لبلاد الكفر وإنما يكون وجوده هناك لدفع مفسدة عن نفسه أو تحقيق مصلحة راجحة ولابد أن تكون نيته العودة بانقضاء ذلك وإلا وقع في الإثم ويجب علي المسلمين سؤال الأئمة أهل العلم الموثوقين أمثال الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ ناصر الدين الألباني رحمهم الله تعالي وفتاويهم سهل الوصول إليها بإذن الله وأمثال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وأن لا يتساهلوا بأمور دينهم فإن الناس لا يتساهلون بأمور دنياهم فلم التساهل في أمور الدين ؟!

logo