السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال عما يفعله الصوفية عند مقام من مدح للنبي صلى الله عليه وسلم
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
أولا : لابد أن تعلمي أنه يحرم البناء علي القبور واتخاذ القباب عليها فقد ثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج ألا أبعثك علي ما بعثني عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته ) رواه مسلم
وإنما أحدث ذلك ( بناء القباب علي قبور الصالحين ) أهل البدع وذلك أنهم أخذوا تلك المشاهد أعيادا يشركون بالله تعالي عندهم فيدعونهم من دون الله وينذرون عندهم بل وينذرون لهم لقضاء حوائجهم إلى غير ذلك من تضييع جناب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ولذلك فقد اتفق أئمة الهدي في تحريم الصلاة في المساجد التي بها قبر واختلفوا هل تصح أم تبطل؟ .
وقالوا لا ينذر لله في مكان كان يعبد فيه أحد من دون الله حتي وإن سوي القبر وخرج من المسجد خشية أن يظن أنه ينذر لغير الله
والمقامات والمشاهد التي يشرك بالله عندها كثيرة وأمثالها في مصر قبر السيدة والحسين (وإن كان من المعلوم أن السيدة رضي الله عنها لم تأتي مصر والحسين رضي الله عنه قتل بكربلاء ) وكذلك كثير من المقامات التي ما أقامها أهل البدع إلا لهدم التوحيد .
ثانيا : الذين يدعون أنهم يجتمعون لمدح النبي صلى الله عليه وسلم لو صدقوا ما أقاموا تلك الأعياد (الموالد) وخالفوا أمره صلي الله عليه وسلم وفعلوا ما نهي عنه فقد روى أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) حسنه الألباني
فإذا كان هذا نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يتخذ قبره عيدا يعود إليه المسلم المرة بعد المرة وهذا حفظا لجناب التوحيد فما بالكم بقبور من دونه
ثالثا : هل هؤلاء الذين يدعون أنهم يجتمعون لمدح النبي صلى الله عليه وسلم هم أحرص علي الخير وأحب لرسول الله صلى الله عليه وأعرف لحقه من أصحابه البررة الهداة رضي الله عنهم أجمعين ولم ينقل عنهم أنهم أجتمعوا لمدح النبي صلى الله عليه وسلم.
وأيضا : لابد أن تعلمي أن من طامات الصوفية الغلو في رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي أن منهم من ألف قصيدة وأسماها ( البردة ) وهو البوصيري يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه حتي أنه قال فيها
ومن جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم
وقد ثبت عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال ( لا تطروني كما أطرت النصاري عيسي ابن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله ) متفق عليه
وفي رواية صححه الألباني ( لا تطروني كما أطرت النصاري عيسي ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) والإطراء في اللغة بمعني الغلو في المدح، وأيضا بمعني المدح المطلق وقد ذهب بعض أهل العلم ومنهم الألباني علي أنه لا يجوز حتى المدح المطلق للنبي صلى الله عليه وسلم، دليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث فقولوا عبد الله ورسوله
وفي مثل قوله تعالي ( وإنك لعلى خلق عظيم) غني عن أمثال مدح هؤلاء الذين غلا في مدحه فصاروا فيهم شبه من النصاري الذين قالوا إن عيسي عليه السلام هو ابن الله
فعليك أختي الكريمة من الحذر كل الحذر من هؤلاء الذين بدلوا كثيرا من دين الله وعليك بقراءة القرآن وتدبر معانيه من كتب أهل السنة مثل الشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي رحمه الله وعليك بالأذكار الثابتة وعليك بدعاء الله وحده مخلصة له الدين وعليك تعلم التوحيد الخالص من كتيبات علماء أهل السنة أمثال الشيخ ابن باز والشيخ صالح العثيمين والشيخ صالح الفوزان وأمثالهم
وإن أحببت معرفة شيء عن الصوفية وعقيدتهم فقرأي كتاب ( هذه هي الصوفية ) لعبد الرحمن الوكيل