تاريخ النشر : 18-07-2023
المشاهدات : 600
السؤال
السلام عليكم 
أختى فى الله أنا سوريه خالى نزح إلى تركيا من سنتين وله ولدان شابان تقريبا بالعشرين من عمرهما وهما المعيلان لوالديهم وإخواتهم، شاب منهم متحمس جدا أن يرجع إلى سوريا كى يلتحق بالجهاد ..ووالده تصاوبت يده بالحرب فلا يستطيع العمل .
ولده مصر أن يذهب للجهاد ويترك أهله بدون معيل غير أخيه عامل فى مصنع راتبه لا يكاد يغطى إيجار بيته ..وأبواه يترجيان هذا الولد أن لا يذهب لأنهم محتاجين إعالته لهم فى غربتهم وهو يقول لن أطيعكم فى هذا الأمر، هل على هذا الشاب ذنب إن تخلى عن الذهاب، وهل خالى آثم فى منعه ..
الاجابة
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته 
  إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال عمن أراد الجهاد في سورية دون إذن والديه 
 الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وآله وصحبه وبعد : 
 أولا لابد أن يعلم أن الجهاد له شروط وضوابط حتي يكون جهاد مشروعا في سبيل الله وسنوضح سريعا دون بسط أدلة فتاوي العلماء الكبار أهل السنة والجماعة وفتاويهم بالنسبة للجهاد في سوريا، 
 الشرط الأول : لا يجوز الخروج للجهاد في بلد ليست فيه راية واضحة - وهذا أمر معلوم لمن يعرف كثرة الرايات وتعدد الجماعات التي توجد في سوريا - 
 ثانيا : لا يجوز الخروج بغير شوكة ولا منعة قوية يقاتل من ورائها 
 ثالثا : لا يجوز الخروج علي غير راية التوحيد الواضحة التي ترفع شعار لا إله إلا الله .
رابعا : لا يجوز الخروج بغير إذن ولي الأمر .
خامسا : لا يجوز الخروج بمجرد العواطف من غير عدد ولا عدة .
سادسا : لا يجوز الخروج بغير إذن الوالدين 
وكل شرط ذكرناه عليه أدلة صحيحة يطول ذكرها في هذا المقام 
ولكني أذكر لك أدلة الشرط الأخير لأننا بصدده مع هذا الشاب 
أولا حديث : عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال صلي الله عليه وسلم ( أحي والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد ) رواه البخاري،              وحديث معاوية بن جاهمة أن أباه جاهمة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت أن أغزو وجئت أستشيرك فقال صلي الله عليه وسلم ألك من أم قال نعم فقال صلي الله عليه وسلم (فالزمها فإن الجنة تحت رجليها ) رواه النسائى والطبراني وابن ماجه مطولا وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والمنذري والألباني. 
 قال في الفتح : قال جمهور العلماء يحرم الجهاد إذا منع منه الأبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين لأن برهما فرض عين عليه والجهاد فرض كفاية فإن تعين الجهاد فلا إذن
وقد يدعي هذا الشاب بالعواطف من غير دليل أن هذا جهاد الدفع فهو متعين قلنا الجهاد حتي يصير فرض عين له ضوابط منها أن تكون موجودا في نفس البلد ويقع غزو العدو . وأنت هنا وأهلك في بلد أخر 
ومنها أن يستنفرك الإمام وهنا ولي الأمر لم يستنفرك 
ومنها أن تكون في البلد ودخل العدو وأنت عندك من العلم في أمر يحتاجون إليه ليس عند غيرك كسلاح جديد لم يتدرب علي إستخدامه غيرك فيحتاج الإمام لك في الجيش 
والأمر الأخر إذا التقي الصفان صف العدو الكافر وصف المسلمين وأنت معهم ففي هذه الحالة أيضا لا يصح الفرار لأنه تولي من الزحف وهو من الكبائر . وكل ضابط من هذه الضوابط ليس موجودا ولا متحققا في حال هذا الشاب فيجب عليه بر أبويه خاصة بعجز أبيه ويحرم عليه الجهاد دون إذنهما . هذا إذا سلمنا أن الموجود في سوريا الآن يعد جهادا وقد بين العلماء شروط الجهاد التي نقلتها لك في أول الرسالة . ولكن علينا دعم إخواننا هناك ماديا ومعنويا

logo