وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد :
اختلف أهل العلم هل الحج يكفر الكبائر أم أنه يكفر الذنوب الصغار ويجب التوبة من الذنوب الكبار ولا تكفر بالحج . فذهب بعض أهل العلم أن الحج المبرور يكفر ما كان قبله من الذنوب الكبيرة والصغيرة وذلك لعموم الأحاديث الصحيحة والأخذ بظاهرها فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) وكذلك قال صلي الله عليه وسلم ( العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) متفق عليه .
ولما روي مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن العاص رضي الله عنه أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الحج يهدم ما كان قبله والهجرة تهدم ما كان قبلها )
قالوا الصغائر تمحوها الوضوء والصلاة والجمعة إلي الجمعة والحج يهدم ما كان قبله فلا يعبر انه يهدم إلا شيء قائم وهو الذنوب الكبار ذهب إلي ذلك ابن حجر الهيثمي في الفتاوي الفقهية الكبري . وابن مفلح في الفروع ومن المعاصرين ابن عثيمين في فتاوي نور علي الدرب رحم الله جميعهم .
وذهبت طائفة أخري أن الحج لا يكفر الكبائر إنما تكفره التوبة النصوح واحتجوا بقول الله تعالي ( ياأيها الذين آمنوا توبوا إلي الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ) واحتجوا بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلي رمضان كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر ) قالوا فإذا كانت الصلاة وهي أفضل من الحج والعمرة لا تكون كفارة مع غشيان الكبائر فمن باب أولي الحج والعمرة لا يكفر الكبائر وقد قال بذلك القاضي عياض نقل عنه ذلك في البحر الرائق ومن المعاصرين علماء اللجنة الدائمة والشيخ ابن باز رحم الله جميعهم
