وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد :
ذهب جمهور أهل العلم إلي أن سجود التلاوة حكمه حكم الصلاة فتعتبر له الطهارة من الحدث والطهارة من النجاسة في الثوب والبدن والمكان واستقبال قبلة وستر عورة وكل ما يشترط لصلاة النافلة
وذهب آخرون من أهل العلم إلي أنه ليس بصلاة لأنه لا ينطبق عليه تعريف الصلاة إذ لم يثبت في السنة أن له تكبيرا أو تسليما فالآحاديث الواردة في سجود التلاوة ما فيها إلا سجود التلاوة فقط
لم يرد أنه صلي الله عليه وسلم كبر عند سجود التلاوة إلا في حديث واحد أخرجه أبو داود لكن هذا الحديث في إسناده نظر . ولم يثبت فى حديث صحيح ولا ضعيف أنه سلم من سجود التلاوة . إذا فليست صلاة لأن الصلاة لابد أن تفتتح بالتكبير وتختم بالتسليم وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ووافقه عليه من العلماء المعاصرين علماء اللجنة الدائمة والشيخ بن باز والشيخ صالح ابن عثيمين وعلي هذا فلا يشترط لسجود التلاوة ما يشترط للصلاة من طهارة أو ستر عورة أو استقبال قبلة
ومن أدلتهم علي ذلك ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس ) وبوب عليه البخاري بقوله ( باب سجود المسلمين مع المشركين والمشرك نجس ليس له وضوء وكان ابن عمر رضي الله عنهما يسجد علي غير وضوء )
ووجه الإستدلال أن المشركين لا يتطهرون ولا يصح منهم والمسلمون يستبعد أن يكونوا كلهم علي وضوء في ذلك الحين ورغم ذلك لم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر علي المشركين سجودهم لأجل عدم الطهارة ولازأنه ذكر ذكر للمسلمين اشتراط ذلك وهذا مقام بيان وتعليم ولايجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة .
وعلي هذا يجوز لك السجود بحجاب أو بدونه وبطهارة وبدونها واستقبال قبلة ودون ذلك . أما لبس الحذاء فهذا جائز بل يستحب أحيانا في الصلوات المفروضات والنوافل إن كان النعل طاهرا كما ذكرنا في رسالة سابقة .
أما كيفية السجود فهو أن من قرأ آية سجدة وكذا من استمع إذا كان في صلاة كبر وسجد ثم كبر إذا رفع لأنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه في الصلاة أنه كان يكبر في كل رفع وخفض رواه الترمذي وغيره وإن كان في غير صلاة كبر وسجد ولا يكبر إذا رفع من السجود ولا يسلم هكذا أجاب علماء اللجنة الدائمة .
وكثير من العلماء يقولون خارج الصلاة لا يكبر للسجود ولا للرفع منه ولا يسلم .
أما ماذا يقول في سجوده فهو يقول سبحان ربي الأعلي كما يقال في كل سجود .
وله أن يقول الدعاء الآتي
روي الترمذي عن ابن عباس جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيتني الليلة وأنا نائم كأني كنت أصلي خلف شجرة فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي وسمعتها وهي تقول اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وضع عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود قال ابن عباس فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم سجدة ثم سجد فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة . ) والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي