تاريخ النشر : 08-06-2023
المشاهدات : 609
السؤال
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل هذا الكلام صحيح؟

عنـــدما يمـــوت الإنســـان : فإن روحه تبقى بجانب جثته عند التغسيل والتكفين عندما يدفن ترجع روحه الى جسده فيستيقظ ليرى الظلام في قبره يحاول النهوض مرات لكن رأسه يصطدم في لحدة قبره هناك يدرك أنه مات ... يأتي منكر و نكير الملكين الموكلان بعذاب القبر فيسألونه عن ربه و عن دينه .... فإما أن يفلح أو يخيب ثم يذهب الى منطقة تسمى البرزخ : هناك نافذتين أحدهما تطل على الجنة والأخرى على جهنم يبقى الإنسان هناك ينتظر يوم الحساب أي القيامة لكي يذهب إما إلى الجنة أو النار.... اللهم حسن الخاتمة يا رب
و أيضا عندما يأتي أحد أقاربه لزيارته في قبره فإن هناك ملك يذهب إليه ويقول له : فلان ابنك او أخوك ..... الخ
قادم لزيارتك ، فإن روحه تصعد جانب قبره تنتظر القادم إليها وهو يسمع كل ما تقول له ...

اللهـــم إني استغفـرك وأتوب اليـك
اللهـــم ارزقـنا حسـن الخـاتمة.
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة 
الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 في هذه الرسالة صواب وخطأ، فإن هذه الأمور المذكورة هي من الغيب لا نقول منها إلا ما ثبت وصح في كتاب الله تعالي وفي حديث رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيح ومما صح في ذلك ما رواه البراء بن عازب رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ( استعيذوا بالله  من عذاب القبر قالها مرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتي يجلسوا منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت عليه السلام حتي يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة أخرجي إلي مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعها في يده طرفة عين حتي يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت علي وجه الأرض قال فيصعدون بها فلايمرون يعني بها علي ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان إبن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتي ينتهوا بها إلي السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلي السماء التي تليها حتي ينتهي به إلي السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلي الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي فأفرشوه  من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلي الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له فى قبره مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الرائحة فيقول أبشر  بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الذي يجئ بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة حتي أرجع إلي أهلي ومالي قال وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ................... ) هذا الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود وروي النسائي وابن ماجه أوله ورواه ابن حبان وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وذكره فى كتابه أحكام الجنائز وبدعها فليراجع وفي الحديث أن الكافر يبشر عند موته بما يسؤه وأنه لا تفتح لروحه أبواب السماء وأنه لا يثبت عند السؤال ولا يدري جوابا وأنه يفتح له بابا إلي النار فيأتيه من لهيبها وسمومها إلي قيام الساعة
هذا ومن المتفق عليه أن الدور ثلاثة: دار الدنيا وهي التي نحن فيها ودار البرزخ وهي التي ينتقل إليها الموتي بين دار الدنيا ودار الآخرة . ودار الآخرة وهي دار المعاد و الحساب فإما إلي جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين . وإما إلي نار تلظي لا يصلاها إلا الأشقي الذي كذب وتولي .
أما ما يقال أنه إذا جاء الميت زائر فإنه يبلغ فينتظر الزائر بجوار القبر ويسمع ما يقول الزائر فإن في سماع الموتي لكلام الزائر الحي خلاف بين السلف ومما ثبت وصح ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ما من أحد مر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام )   رواه ابن عبد البر وغيره ونقل ابن تيمية عن عبد الله ابن المبارك ثبوت هذا الحديث فقال ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم  ) انتهي من مجمع الفتاوي وكذلك صحح الحديث من المتأخرين الحافظ عبد الحق الإشبيلي والقرطبي والسيوطي والشوكاني وغيرهم .
وقال ابن القيم في كتابه الروح ( والسلف مجمعون علي هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به ) الروح ص5
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( الروح تشرف علي القبر وتعاد إلى اللحد أحيانا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم  ( مأ من رجل يمر علي قبر أخيه المؤمن ..   . .... ) والميت قد يعرف من يزوره ولهذا كانت السنة أن يقال ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين ) انتهي من مجموع الفتاوي .ج24
ومعنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية أن الروح تشرف علي القبر وتعاد إلى اللحد أي تعاد إلي القبر في اللحد من دار البرزخ وذلك حال زيارة الزائر للميت أو حال من يمر ويقرأ الميت السلام وليس المعني أن الروح تجلس بجوار القبر  تنتظر الزائر .

logo