أولا : يحرم لعن المسلم العدل بدلالة الكتاب والسنة والإجماع . أما الكتاب فقد قال تعالي ( والذين يؤذن المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )
وأما السنة فقد قال صلي الله عليه وسلم ( لعن المؤمن كقتله ) رواه مسلم
وأما الإجماع فقد قال النووي ( لعن المسلم المصون حرام بإجماع المسلمين) .
وقال تحريم لعن المسلم وهذا لا خلاف فيه . (ويحمل كلامه علي العدل )
وقد اتفق العلماء على تحريم اللعن فإنه في اللغة الإبعاد والطرد وفي الشرع الإبعاد من رحمة الله .
أما لعن المسلم الفاسق فله حالين : أن يكون لعنا بالوصف كلعن الظالم والسارق ولعن النامصة والمتنمصة ولعن المغيرات لخلق الله .
الثاني : أن يكون لعنا خاصا فيلعن فاسق بعينه .
فلعن الفساق علي سبيل العموم جائز بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالي ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )
وأما السنة : قال صلي الله عليه وسلم ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة ) رواه البخاري ومسلم.
وغير ذلك من الأدلة كثير
أما الإجماع : فقال ابن العربي لعن العاصي مطلقا فيجوز بالإجماع . ( أحكام القرآن )
وقال ابن حجر الهيثمي : لعن غير المعين بالشخص وإنما عين بالوصف بنحو لعن الله الكاذب فجائز إجماعا . ( الزواجر عن اقتراف الكبائر )
الحال الثاني : لعن الفاسق المعين : فقد اختلف في جوازه أهل العلم علي ثلاثة أقوال :
الأول : تحريم لعن الفاسق المعين
والقول الثاني : كراهة اللعن
والقول الثالث : التوقف
وذهب إلي التحريم : الأحناف والمالكية والشافعية ورواية عن الحنابلة وهو قول ابن القيم واختاره الشيخ محمد ابن صالح العثيمين
ومن أدلتهم علي ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا على عهد النبي صلي الله عليه وسلم كان يلقب حمارا وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتى به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم اللعنه ما أكثر ما يؤتى به! فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تلعنوه فوالله أنه يحب الله ورسوله )
وجه الإستدلال نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن حمار رضي الله عنه وهو مدمن خمر . رواه البخاري
وبالجملة أختي الكريمة أذكر نفسي وإياك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس المؤمن بالطعان ولا للعان ولا الفاحش البذئ) صححه الألباني وقال صحيح علي شرط الشيخين .
ولذا أختي الكريمة أوصيك بترك لعن مطلقك وأكثري من الدعاء لنفسك بدلا من الإنشغال به . وإن لم يكفيك ذلك فيكفي أن تدعو أن يجد جزاء عمله أو جزاء ظلمه لك .