تاريخ النشر : 02-06-2023
المشاهدات : 423
السؤال
🚨 *موقف المسلم عند نزول الوباء ببلد من البلاد* 

*🌷 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:*

👈🏻 معلوم أن العبادة توقيفية فلا يجوز لمسلم أن يعبد الله تعالى بأي نوع من أنواع العبادة إلا بدليل شرعي من القرآن أو السنة.

 *والسؤال* ، مع انتشار فيروس الكورونا - *أو غيره من الأوباء* - هل شرع لنا الله سبحانه أو نبيه صلى الله عليه وسلم أن نصلي صلاة جماعية عند نزول الوباء؟

☝🏻 *الجواب: لا* 

 فنحن مأمورن بالاتباع، فقد قال تعالى:
 ( *وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا* ) الحشر: ٧

وكذلك حذر تبارك وتعالى من مخالفة نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: (  *فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* ) النور ٦٣

🚨 *موقف المسلم عند نزول الوباء ببلد من البلاد:* 

 أن يفعل كما أمرنا النبي؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: 
 *(إذا سَمِعْتُمْ بالطَّاعُونِ بأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوها، وإذا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بها فلا تَخْرُجُوا مِنْها* ) رواه البخاري (٥٧٢٨)

🌱 شاهد الحديث، أنه صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالصلاة لا جماعية ولا فردية.

🌼 وحين نزل الطاعون بأرض الشام وكان الفاروق عمر بن الخطاب قد نوى دخول الشام مع الصحابة رضوان الله عليهم فاستشار الصحابة هل يدخلوها أم ينصرفوا فاختلفوا في ذلك، فعلم من عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن دخول أرض بها الطاعون فلم يدخلها وقال كلمته المشهورة نفر من قدر الله إلى قدر الله - راجع صحيح البخاري (٥٧٢٩)، مسلم (٢٢١٩)

 *فالشاهد* : أن الفاروق عمر ما صلى بالصحابة رضي الله عنه وعنهم أجمعين صلاة جماعة ولا دعاهم لذلك، ولو يعلم أن هذا من السنة لفعله؛ فهو والصحابة رضي الله عنهم أحرص الناس على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

🍃 فعلينا جميعا لزوم أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وعدم تخصيص صلاة معينة أو عبادة معينة لم يخصصها الله جل وعلا ولا رسوله عند نزول هذا الأمر، وكل ماعلينا هو التضرع لله سبحانه والدعاء بالمعافاة كدعائنا عند أي بلاء والأخذ بالأسباب بعدم الدخول على من أصيب به، أو الذهاب لبلد انتشر فيها المرض، وبالله التوفيق - 

*🕊اللهم صُدّ عنّا هذا المرض واصرف عنا جرثومته بما شئت وكيف شئتَ ياأرحم الراحمين.*

*🕊لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله ربّ العرش العظيم، لاإله إلا الله ربّ السماوات وربّ الأرض وربّ العرش الكريم*🕊
الاجابة
جزاك الله خيرا ما ورد في هذه الرسالة صحيح موافق للأدلة الصحيحة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه البخاري ومسلم 
وفي رواية لمسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )  
والمعنى أن من أنشأ واخترع من قبل نفسه وهواه في أمرنا أي في ديننا وشرعنا الذي ارتضاه الله لنا ما ليس منه فهو مردود علي فاعله لبطلانه وعدم الإعتداد به. 
قال ابن حجر العسقلاني : هذا الحديث معدود من أصول الإسلام وقاعدة من قواعده وقال يصلح أن يسمى نصف أدلة الشرع . 
قال النووي رحمه الله أن هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وأنه من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فإنه صريح في رد البدع والمخترعات وهو مما يعتني بحفظه واستعماله في إبطال المنكرات . 
 وبهذا القول قاله ابن دقيق العيد وابن حجر الهيثمي وغيرهم. ومن المعاصرين الشيخ السعدي وغيره 
 وقال النووي . فيه دليل علي أن العبادات من الغسل والوضوء والصوم والصلاة إذا فعلت علي خلاف الشرع تكون مردودة علي فاعلها . انتهي 
ولأنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك ولا دع إليه مع وجود الداعي له فإنه قد علم أن بعضا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد أصابتهم الحمى حين قدموا المدينة واستوخموا جوها فلم يدعوا صلي الله عليه وسلم أصحابه إلي صلاة جماعية لرفع البلاء والوباء . وكذا ما ذكر في رسالتك في طاعون عمواس وقد كان ذلك بحياة عمر رضي الله عنه وكثير من كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدعوا لصلاة جماعية وهم أحرص الناس علي الإتباع فلو ثبت وصح لسبقونا إليه فدل كل ذلك علي أن فعل ذلك والدعوة إليه ( لصلاة جماعية لرفع الوباء ) بدعة منكرة لا يجوز فعلها

logo