فتوى

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معلمتي الفاضله ارجو الرد علي سؤالي

لي ابنة عمتي كانت تأخذ مال من ناس وتعطيهم لناس آخرين بهدف الربح وتعطيهم فوائد واتنصب عليها ومحكوم عليها بالسجن وأبوها يسدد قدر استطاعته فلوس الناس، هل يجوز مساعدتهم بمال زكاة المال أو الذهب؟

الاجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال

الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد : قال الله تعالي ذكره ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ) فهذه الأصناف الثمانية التي جعل الله تعالي الزكاة الواجبة فيهم ولا تتعدي لغيرهم ومن هذه الأصناف الغارمين وهم قسمان الأول من سعي للإصلاح بين طائفتين متخاصمتين بينهما شر وفتنة فغرم مالا يعطيه لإحدى الطائفتين أو لهم كلهم فيعطي من الزكاة ليعان علي أمره ويكون ذلك أنشط له وأكثر عزما علي فعله.

الثاني : أن يستدين لنفسه أو لعياله ولا يجد سدادا من مال أو عرض فيعطي من مال الزكاة واشترط بعض العلماء أن لا يكون دينه فى فساد ( معصية ) أو سرف ( تبذير )

وفي حالة ابنة عمتك هذه ليست هي مبذرة أي أن دينها ليس في سرف وليس عندها ما تسد ما عليها من دين. فيجوز أن تعطي من مال الزكاة .

ولكن لي سؤال لماذا هي تحملت ضياع المال هل كانت تأخذ هي المال وتضمنه لهم مع الربح فإن حدث هذا فهذا لا يجوز وهو ربا لأنه صار كالدين المضمون ربحه وهو ربا . والمضارب بالمال إذا هلك المال دون تقصير ومن غير خيانة للأمانة فالخسارة كلها تقع علي رب المال .

وإن كان يظن الناس أنها هي التي تتاجر بالمال وهي لا تفعل ذلك ولكن أخذت المال ووضعته دون علمهم عند من يتاجر في المال ثم كانت تعطيهم ربحا فإن هذا أيضا محرم لأنها تكون في الحقيقة قد استدانت هذه الأموال وتعطيهم فائدة نظير تأجيل الدين وهو ربا النسيئة المحرم بالإجماع . وفي هذه الحال يجب عليها ضمان المال إذا هلك لأنها تاجرت لهم فيه من غير إذن .

وإن كانوا يعلمون الصورة الحقيقية وهي أنها تضع لهم مالهم عند من يضارب لهم فيه وتأخذ هي علي ذلك أجرا محددا نظير السمسرة ( الدلالة علي المضارب ونظير التعامل معه وتحصيل الربح ) ثم تعطي لهم باقي الربح فهذا جائز شرعا وليس عليها فيه إثم كما ذكر كثير من أهل العلم

بحث عن فتوى