تاريخ النشر : 01-06-2023
المشاهدات : 216
السؤال
السلام عليكم 
هل هذا الكلام صحيح؟ 
وهل لو والدتي تتبع مجموعة متصوفة لا أنكر عليها لأنها هتستدل بهذا الكلام 
 قال الإمام الجُنيد رحمه الله: "التصوف: استعمال كل خلق سَني، وترك كل خُلق دني" 
 وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رحمه الله: "التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية" 
 وقال بعضهم : " التصوف كله أخلاق فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف"
..........
الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
 إلى الأخت الكريمة صاحبة الرسالة 
 الجواب علي الجزء الأول منها 
 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد :
 أختي الكريمة لا يحل لأحد أن يحتج بما ذكرت من كلام بعض التابعين فى حال الصوفية في زمانهم أو في الأزمان الفاضلة لأنهم حينها كان المتصوف منهم إنما هو زاهد في الدنيا وزينتها ويسعى لمراقبة نفسه وأحوال قلبه غير مخالف لما كان عليه صلي الله عليه وسلم وأصحابه علي الجملة . 
أما الصوفية في الأزمان المتأخرة فقد ابتدعوا بدعا كثير منها شركية ومنها دون ذلك . وأذكر لك بعضا من بدعهم أدناها أذكار وأوراد لابد أن تقال في أوقات بعينها معظمها لم تثبت في السنة وتعامل كأنها من السنة . 
ثانيا طريقة الذكر مثل قولهم الله . الله فقط أو هو . هو فقط 
ثالثا : إجتماعهم من أجل الذكر ورقصهم وهم ينادون بالله أو هو . هو فقط . 
والأشد من ذلك إدعائهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر مجالس ذكرهم بجسده وروحه . ولكن يخفيه الله تعالي كما لا نري الملائكة مع أنهم أحياء ويسمون ذلك بالحضرة وذلك لحضور النبي صلى الله عليه وسلم لها وكذا ما يسمونه بالقطب ( شيخهم الصوفي ) 
وأيضا : دعوي القطب وهو صاحب الطريقة سواء كان التيجاني أو الشاذلي أو غيرهم بأنه تسقط عنه التكاليف الشرعية فليس عليه صلاة ولا حج ولا غيرهما من التكاليف وأن هذه التكاليف هي علي عوام الخلق وليس علي خواصهم وأقطابهم .
وأيضا تجدهم يستمدون المدد والعون من الأموات فتجد كثيرا منهم يقولون مدد يا سيدي فلان ويسألونه ويطلبون منه حوائجهم مما لا يطلب إلا من الله فيظنون بهم النفع والضر وهم أموات غير أحياء . 
وغير ذلك من الضلال كثير وسأذكر لك من بعض كتبهم كثير من الضلالات وفي غيرها من الكتب كثير مثيلاتها
فمثلا من الصوفية الضالة عند التيجانية 1-إيمانهم برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ففي كتابهم المسمي جواهر المعاني قال مؤلفه ( قال رضي الله عنه ( يقصد شيخه التيجاني )أخبرني سيد الوجود يقظة لا مناما قال لي أنت من الآمنين ) وكذلك ذكر ذلك في كتابهم المسمي ( رماح حزب الرحيم 199/1) 
وكذلك عندهم عقيدة الإستمداد من النبي صلى الله عليه وسلم ومن المشايخ والصوفية عندهم تلك العقيدة وأن النبي وكذا مشايخهم الأقطاب يعطون ويمنعون ويشفون ويمرضون ويجيبون دعاء المضطر إلي غير ذلك من الضلالات وأذكر لك بعض نصوصهم التي تبين ذلك ففي كتاب جواهر المعاني قال مؤلفه ( لا شك أنه صلي الله عليه وسلم في هذا الميدان تام في نفسه لا يطرأ عليه النقص بوجه من الوجوه كامل صلي الله عليه وسلم يفيض الكمالات علي الوجود من العلوم والمعارف والأسرار والأنوار والأحوال والفيوضات والتجليات فكل ما يفيضه الحق سبحانه علي الوجود مطلقا ومقيدا أو كثيرا أو قليلا اشتهر أو شذ فإنما يفيضه بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم فمن ظن أن يصل شيء إلى الوجود بغير واسطة الرسول فقد جهل أمر الله وإن لم يتب خسر الدنيا والآخرة بهذا الإعتقاد ..... ) 
ونقل مؤلف كتاب رماح حزب الرحيم عن التيجاني الصوفي قوله ( إن روح النبي صلي الله عليه وسلم وروحي هكذا وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها فروحه تمد الأنبياء وروحي تمد الأقطاب والعارفين والأولياء ) كتاب الرماح 142/2)    
وفي كتابهم ( بغية المستفيد ص225 (قال رضي الله عنه ( يقصد التيجاني ) إن الفيوض التي تفيض من ذات سيد الوجود صلى الله عليه وسلم تتلقاها ذوات الأنبياء وكل ما فاض وبرز من ذوات الأنبياء تتلقاه ذاتي ومني يتفرق علي جميع الخلائق من نشأة العالم إلى النفخ في الصور ....... ) 
إلى غير ذلك من ضلالات الصوفية كثير  
ولكن أنصحك أختي الكريمة بكل الرفق بالوالدة هداها الله سواء السبيل فقد لا تعرف فضلا أن تعتقد كثير من ضلالاتهم ولكن عليك أن تبيني لها ما تجديه منها هي مخالفا لكتاب الله تعالي أو لسنة رسوله بالحكمة والموعظة الحسنة علي بصيرة بالأدلة الصحيحة مبينة لها أن دين الإسلام هو التلقي من كتاب الله تعالي وسنة رسوله ومن إجماع الأمة ثم من اجتهاد العلماء وهذا عرضة للصواب والخطأ . وليس التلقي من أقطاب الصوفية الذين يدعون التلقي من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته يقظة لا مناما ويأتون بما يخالف دين الإسلام مما صح وثبت وعليه إجماع المسلمين .

logo