الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد: ينقسم الجواب إلي شقين الأول الشعر فقط دون مصاحبة موسيقي فهذا حكمه إن خلا عن كلام الفجور من وصف النساء أو الخمور وغيرها من الدعوة للفسق فهذا جائز ولا محظور فيه فكما يقول العلماء الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح
ومن الشعر الحسن وصف الجهاد والكفاح ومدح البر والصدق ومكارم الأخلاق وغيرها من الكلام الحسن .
أما إن صحب الشعر (حتي الحسن منه) معازف وهي ما يسمى الآن بالموسيقى .
وهذا هو المفهوم عند الناس من كلمة الأغاني أنها لا تكون إلا ومع الشعر المعازف فهذا قد صح في الإستماع إلي المعازف وحكمها أدلة كثيرة أوضحها بيانا ما رواه البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ليكون في أمتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف)
ومن المعلوم أن كلمة يستحلون معناها أن هذه الثلاثة (الحرير - والخمر - والمعازف) محرمة وأنه أخبر صلي الله عليه وسلم أن يكون في أمته من يستحلها .
والحديث ذهب ابن حزم إلي أنه متقطع لقول البخاري قال هشام بن عمار وساقه بإسناده ولكن كما بين ابن الصلاح في كتابه (مقدمة ابن الصلاح) انه لاةيلتفت إلي قول ابن حزم وأنه أخطأ في ذلك لأن هشام بن عمار هو شيخ البخاري فلا انقطاع في الحديث ورواية البخاري عن شيخه تساوي العنعنة كما قال ذلك العراقي أيضا وأيضا قد أيد صحة الحديث ابن حجر والألباني وغيرهم من العلماء . ومن ذلك يظهر أن فتوي جواز سماع الموسيقي أو الأغاني (بمصاحبة الموسيقي) وإن كانت لا تحتوي علي فجور فإن ذلك أيضا لا يجوز وليس هذا ترويحا عن النفس وفيما أباح الله خير وكفاية عن ما حرم .