تاريخ النشر : 24-05-2023
المشاهدات : 608
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلمتى الحبيبة هل يجوز أن يساهم مجموعة من الأخوات فى شراء ذبيحة وتوزيعها على الفقراء بنية رفع البلاء والشفاء من المرض على أنها قربى لله عز وجل وأن إراقة الدماء وإطعام الطعام من أفضل القربات لله عز وجل
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال 
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد: 
 الذبح لله تعالي فيه تفصيل: 
إن ذبح لله تعالى قربة له وإطعاما للطعام وصدقة علي الفقراء والمساكين فهذا من أفضل القربات وداخل تحت الأدلة العامة الثابتة في الشرع التي منها الحديث الصحيح أن من أفضل الأعمال إطعام الطعام . والأحاديث الصحيحة الثابتة في فضل الصدقة وهذا الذبح بهذه النوايا السابقة هو بلاخلاف من العمل الصالح ومن صنع المعروف وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات .....) أخرجه الحاكم وصححه الألباني . 
الحال الثاني: إن كان الذبح لدفع شيئ متوقع أو لرفع شيئ حاصل كأن يكون بالبيت مريضا فيذبح لأجل أن يرتفع ما بالمريض من أذى فهذا لا يجوز وهو محرم قال العلماء سدا للذريعة ذلك لأن كثيرون يذبحون حين يكون بهم مرض ظنا منهم أن المرض يكون بسبب الجن أو بسبب مؤذ من المؤذين كمن يقول إن فلان سحر فلانا فمرض  أو مايسمى انه عمل له عملا فمرض) فيظن انه إذا ذبح الذبيحة أو أراق الدم فإنه يندفع شره وهذا لا شك انه اعتقاد محرم ولا يجوز والذبيحة لرفع المرض والصدقة بها عن المريض قال العلماء أنها لا تجوز سدا للذريعة 
وكذلك إن كان الذبح لدفع ضرر متوقع كأن يكون بالبلد داء أو وباء فذبح لدفع هذا الداء هذا أيضا منهي عنه سدا للذريعة لأن من الناس من يذبح لدفع هذا الجن وهذا شرك بالله جل وعلا . فتحصل من ذلك أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود وغيره وقد حسنه بعض أهل العلم وضعفه آخرون قال (داووا مرضاكم بالصدقة) معناه داووا مرضاكم بالصدقة يعني بغير إراقة الدم ( الذبح ) فيكون الذبح مخصوص من المداوة بالصدقة يعني أنه لا يجوز من أجل ما فيه من وسيلة إلي الإعتقادات الباطلة ومعلوم أن الشريعة جاءت بسد الذرائع جميعا الموصلة للشرك وجاءت أيضا بفتح الذرائع الموصلة للخير وبهذا شرح أهل العلم في كتاب التوحيد منهم الشيخ صالح آل الشيخ رحمه الله . 
وقد تقول قائلة أنا لا أعتقد هذه الأمور الشركية فلما يحرم علي الذبح لله تعالي بنية دفع البلاء وإنا لا أعتقد في نفع الجن لي ولا ضرهم . 
أجاب أهل العلم كما سبق حتي لايكون ذلك بابا لمن يعتقد تلك الإعتقادات الباطلة أن الذبح حينها يمكن أن يدفع ضر الجن أو أذاهم وأن هؤلاء الجن قد يكون لهم نفع أو ضر مع الله جل وعلا   
ومن أدلة سد الذرائع خاصة في التوحيد مارواه أبو داود وغيره وصححه الألباني وقال إسناده صحيح علي شرط الشيخين عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال نذر رجل علي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة (وبوانة بضم الميم وتخفيف الواو مكان) 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد قال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوف بنذرك وأنه لا وفاء لنذر في معصية الله تعالي ولا فيما لا يملك ابن آدم ) 
وجه الشاهد من الحديث حرص النبي صلي الله عليه وسلم علي سد الذريعة المفضية إلى الشرك فإن الرجل المسلم أراد نذرا لله تعالي بالذبح وفي رواية أنه نذر إن ولد له ولد أن يذبح في المكان المذكور في الحديث ( بوانة ) ولكن الرسول خشي أن يكون في هذا المكان سابقا وثن من أوثان الجاهلية فيظن الجاهل أنه يذبح لهذا الوثن وليس لله فلما ذكر أنه لم يكن فيه وثن أذن بالوفاء بالنذر . 
وكذلك في مسألتنا تلك قد يعتقد البعض أن الذبح خوفا من ضرر الجن أو دفعا لأذي مؤذ منهم أو جلبا لنفع يملكه الجن مع الله فيذبح لذلك فحرم الذبح خشية هذه الإعتقادات الباطلة وحماية لجناب التوحيد .

logo