تاريخ النشر : 19-02-2021
المشاهدات : 3416
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته شيختى الحبيبة هل هذا الكلام صحيح 


#حوارٌ_صادم      #صحح_عقيدتك

✍️ #المنشور_الأول
قيل: (منظمة الصحة تقول أن عدوى الڤيروس تنتقل لغيرك حتى وإن لم تظهر عليك أعراضه) 
.
فقالوا : (سمعًا وطاعة لمنظمة الصحة) 
✍️
ثم قيل : (تراجعت منظمة الصحة عن بيانها..فالڤيروس لا ينتقل إلا عند ظهور الأعراض) .
.
فقالوا : (سمعًا وطاعة لبيانات منظمة الصحة ) 
ثم عادوا فقيل : تباعدوا في الصلاة فالعدوى تحدث وإن لم تظهر أعراض المرض 
.
فقالوا : سمعا وطاعا لمنظمة الصحة العالمية ...وعذرا رسول الله سنعصيك ونخالف أمرك  لنطيع منظمة الصحة العالمية الكافرة )
✍️
وإن قلنا : (العدوى منفية أصلًا .....وكلامهم بلح وكذب ونظرياتهم تتغير) 
قالوا :
(لااااااااا...هذا علم صحيح.....كيف تقولين هذا؟!)
#والجواب  : 
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الصحيح : (لا عدوى ولا طيرة ) 
نفي العدوى مطلقا 
لأن لا نافية للجنس 
أي نافية لجنس العدوى مطلقا ....
رسول الله يقول  : لا عدوى 
ومنظمة الصحة تقول : هناك عدوى 
يا ترى من أصدق ؟!!!!
#قالوا_متعجبين  :
  هل حقا لا تعلمين أن هناك أحاديث أخرى تثبت العدوى وتشرح هذا الحديث !!! فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (فر من المجذوم فرارك من الأسد ) 
👇👇
أليس هذا إثبات للعدوى التي نفاها رسول الله بقوله (لا عدوى ...)
#قلنا : 
لا حول ولا قوة إلا بالله 
أهذا ما فهمتموه من الحديث  ؟!
اقتطاع سياق الحديث يؤدي إلى فهم خاطيء
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- 
 *في الحديث كاملا*  : 
👇👇
( لا عَدوى ولا طِيرَة ولا هامة ولا صفر ، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد) 
📌
فرسول الله الذي قال في أول الحديث (لا عدوى) 
هل تعتقدون أن يتناقض كلامه في أول الحديث مع آخره ....؟!
فهل رسول الله ينفى العدوى في أوله ويثبتها في آخره ؟!
هل تعتقدون أنه يثبت العدوى من الجُذام ؟!!
قالوا مذبهلين :  
ماذا تقصدين  ؟! 
#أقول : 
رسول الله يخاطب أهل الجاهلية الذين كانوا يعتقدون في العدوى فينفى العدوى مطلقا قائلا (لا عدوى ....)
📌
وقال في حديث آخر ينفي العدوى بصورة أكثر وضوحا : 
(لا يعدي شيءٌ شيئًا) 
📌
وحيث أنه من الناس من يكون يقينه ضعيفا لو اختلط بالمجذوم فمرض بقدر الله سيظن أن ذلك بسبب العدوى  فهذا لا يوضع في موضع اختبار  فيهلك ...
وحماية لجناب التوحيد في قلبه  ...
فلو اختلط ومرض فربما يشك في كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعتقد في العدوى فيهلك .
#قالوا :  :
 كيف ذلك ورسول الله لما جاءه وفد ثقيف يبايعه وكان فيهم رجل مجذوم أرسل إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يقول له : (إنا قد بايعناك فارجع) 
لم يبايعه ولم يختلط به خوفا من العدوى. 
#الرد : 
يا الله !!! 
كيف وصلتم لهذا الفهم !!!
...
يعنى لو رسول الله معتقد بالعدوى فعلًا  فهل سيخاف على نفسه ولا يخاف على الوفد من ثقيف الذي كان قادما مع المجذوم  وكان المجذوم  بينهم ؟!
...
وهل سيخاف على نفسه ولا يخاف على الرجل الذي أرسله للمجذوم ليخبره ؟!
فازدادوا ذهولا : 
هاااااه .... فهمينا 
#الرد : 
أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجذام والتي يستدل بها البعض لاثبات العدوى يشرح بعضها بعضا فمعنى الحديث مراعاة حال المجذوم ومشاعره وكذلك مراعاة مشاعر من حوله 
📌#والدليل 
 حديث آخر يؤكد هذا المعنى قال فيه رسول الله : 
(لا تديموا النظر إلى المجذومين) كما في صحيح ابن ماجة 
وهل العدوى تأتي بالنظر ؟!
إنما 
مراعاة لمشاعره
ولو كان فهمكم صحيحا في إثبات العدوى.
فهل خفي هذا الفهم عن أم المؤمنين عائشة _رضى الله عنها_التي قالت : 
(كان لي مولى مجذوم ، فكان ينام في فراشي ، ويأكل من صِحافي ) !!!!!
وهل كانت أمنا عائشة لا تعلم بحديث (فر من المجذوم ....) 
ولكن يقينها في حديث رسول الله أنه لا عدوى جعلها تختلط بالمجذوم بل كان عبدها 
قالوا  :
 عجيب فعلًا 
طيب والحديث الثاني الذي قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_(لا يورد ممرض على مصح) 
أليس رسول الله يتكلم عن المريض والصحيح 
كيف نفهمه ؟؟
 #الرد : 
حبيباتي 😅
الممرض ليس الشخص المريض 
الممرض : هو صاحب الإبل المريضة 
والمصح : صاحب الإبل الصحيحة 
والنهى لكونهم كانوا يتأثرون بشائعات أن الحيوانات يعدي بعضها بعضا ...فنهاهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عن مقارفة ذلك كي لا يدخل هذا الخاطر في عقولهم وهم بدو 
خاطر انتقال المرض أو خاطر العدوى
#والدليل : 
قوله _صلى الله عليه وسلم_للأعرابي الذي قال له :ما بال الإبل يخالطها الأجرَب فَتَجرَب ؟! 
فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ مؤكدا نفي العدوى : 
 فمن أعدى الأول ؟!
📌
أي إذا كانت الأمراض تنتقل بالعدوى فمن أعدى الأجرب الأول ؟!!! 
كيف أصابه الجرب ؟!!
فنهاهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ مراعاة وصيانة لجناب التوحيد في قلوبهم خاصة إن كان اليقين ضعيفا في القلوب
...
📌#والدليل أيضا : 
أحاديث عيادة المريض عاااامة ....يعاتب الله ابن آدم يوم القيامة يقول له : مرضت فلم تعدني 
فيقول : يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين 
فيقول : مرض عبدي فلان فلم تعده ...أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده 
📌
وحديث : (من عاد مريضا غُدوةً صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي....ومن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح) 
مريضا :
 نكرة منونة لإفادة العموم والشمول 
أي كل مريض وأي مريض 
ولم يقل الله "لا تزورا المريض مرضا معديا"
وكأن القوم كانوا غافلين عن هذه الأحاديث ولازالوا متسائلين : 
طيب وأحاديث الطاعون ؟!!
أليس رسول الله _صلى الله عليه وسلم_القائل :
👇👇
(إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) 
أليس هذا هو الحجر الصحي الذي نادى به رسول الله من 1400 سنة ؟!!!
📌 #والجواب  : 
للأسف ...من هزيمتنا النفسية وشعورنا بالدونية أمام الغرب  أصبحنا نريد أن نثبت للكفار أن أي شي يكتشفوه أو يقولوه بمفاهيمهم هم حتى لو خطأ  أن رسولنا سبقكم إليه ...
والمفترض ألا نعرض كلام رسول الله على نظريات الكفار بل نقول لنبينا سمعنا وأطعنا حتى لو خالف كلامه _صلى الله عليه وسلم_نظرياتهم العلمية التي تتغير كل يوم ...
فرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ لم يفعل حجر صحي ولم يقصد ذلك 
📌#والدليل :
النبيﷺ  يقول: 
(الطَّاعُونُ رِجْسٌ أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ،
 أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ،
 فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ ،
 فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ ، وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا ، فِرَارًا مِنْهُ)...
👇👇👇
"رجزٌ " الرجز هو العقوبة المتتابعة والعذاب القذر 
ومعناه أنه عذاب يُسَلَّط على قوم بعينهم....
فالنهي عن الخروج من الأرض التي وقع بها مفهومه أنه لو نَزَل العذاب لك فلن ينفعك فرارك منه..
لأن عذاب الله سيصيبك في أي موضع...
(ومع ذلك يجوز الخروج لعلة غير الفرار ) 
وهذا بنص الحديث 
وهو من تصحيح العقيدة 
وكذلك 
النهي عن القدوم إلى الأرض التي نَزَل بها..
إذ كيف يُتَصَوَّر أن تعلم أن عذابًا وغضبًا نزل بأرض فتذهب إليها؟!
(لعلة أن يصيبك ما أصابهم)..
قال تعالى: (وَلَا تَرۡكَنُوۤا۟ إِلَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّار)
قالوا : 
طيب سؤال 
ما تفسيرات العدوى التى نراها أحيانا 🤔 ؟!
#قلنا : 
(لا عدوى ...) 
كله قدر الله سواء اختلط بالمريض أو لا 
يقدر الله أن يصاب بعض الناس بمرض ....فينجو منه من هو ملازم للمريض (لأنه لا  عدوى ) ....
ويقدر الله بإصابة البعض الآخر بالابتلاء 
(سواء كان ملازما للمريض أم. مفارق له) 
فيتوهم البعض أن إصابة الملازم للمريض بسبب العدوى ...وهذا غير صحيح 
وإلا فقد أصيب بها من هو بعيد عن الحالة 
ومهما أخذت من أسباب السلامة وقدر الله لك المرض فستصاب به حتما 
والواقع شاهد 
فالأطباء أخذوا بكل الأسباب وأصيبوا بالمرض رغم الاحتياطات ...
وأصيب به ملوك ونجى الله منه الخدم الملازمين لهم 
وقد ينزل بلاء كعقوبة (مثل الطاعون) 
فينزل على فئام من الناس فيختطف هذا ويترك هذا بتقدير الله سبحانه ...
وقد ينزل بالصالحين ليكون لهم شهادة .
 قالوا : يا سبحان الله 
طيب  هناك من يقول أن العدوى مثبتة لكن لا تعمل إلا بإذن الله 
ولابد أن نأخذ بالأسباب لرفع المرض والبلاء  ؟!
#الرد 
أولا: 
قال رسول الله : لا عدوى (نفي مطلق) 
فلماذا لم يقيده في الحديث بالمشيئة أو الإذن .
لماذا لم يقل : لا عدوى إلا بإذن الله 
وقال : (لا يعدي شيءٌ شيئًا)
لما لم يقل رسول الله  إلا بإذن الله 
لماذا النفي المطلق ؟!
ثانيا : لم أمي عائشة كانت تختلط بالمجزوم ولا تخاف عدوى ؟!!
لماذا أمي عائشة لم تأخذ بالأسباب ؟!!
ثالثا :  لم أمرنا الله بعيادة المرضى عموما ومواساتهم ولم يفرق بين مرض وآخر ؟!
فعقيدتنا صدق رسول الله وكذبت منظمة الصحة العالمية وكذبت تقاريرهم الطبية  !!
📌
وكأني بإحداهن تقول بكبر وعلو واحتقار لي :  أنت جاهلة بالطب ...لا تتكلمي فيه... وعليك بتخصصك ...واتركي الطب لأهله !!!
أقول : 
أعظم نعمة أنعم الله بها علي أنه لم يدخلني كلية الطب فأعلو بها على الناس وأتكبر وأفعل فعلة إبليس 
نعم ليس تخصصي الطب لكن 
تخصصي لغة عربية وقواعد نحوية 
وحديث رسول الله (لا عدوى ....) فلا النافية للجنس تنفي العدوى مطلقا لأنها تفيد نفي الخبر عن جميع أفراد اسمها واستحالة حدوثه
....
نعم جاهلة بالطب_ولا فخر_ لكن أنا لا أتكلم من عندياتي ...
ورسول الله أعلم الناس بالطب وهو الذي لا ينطق عن الهوى وامي عائشة هي من أعلم الناس بالطب 
فلم اختلطت بالمجذوم ؟!
 
فلو أخبرنا بشيء نصدقه بلا رؤية ولا برهان ولا نخضع كلام رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ لنظريات علمية 
أو علوم أرضية ...
بل نكذب عقولنا وعيوننا ونظرياتنا وعلومنا ونصدق رسول الله _صلى الله عليه وسلم_
ولكن للأسف 
صار إقناع بعض الناس - الذين يريدون علوا في الأرض-  بكلام رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يحتاج لبحث طبي يقوم به يهودي أو نصراني أو ملحد لنبرهن على صحة كلام نبينا _صلى الله عليه وسلم_
(ولهؤلاء فقط الفيديو في التعليقات شاهدوه ثم راجعوا إيمانكم(دكتور كبير ينفي العدوى من منظمة الصحة 😅)
لكن 
هناك طائفة تصدق بكلام رسول الله بغير رؤية وتؤمن وإن لم تر آثار برهان  -فهؤلاء أرجو من الله أن يجعلني منهم-
فلست بحاجة للدكتور الكافر ليثبت لي كلام رسول الله _صلى الله عليه وسلم_
في نفي العدوى .....
حين قال (لا عدوى ...) 
وحين قال: (لا يعدي شيءٌ شيئًا)
قالوا : 
رفقا بنا وبقلوبنا ...
أقول : 
التوحيد نور قلوبكم 
طيب كيف نتقى المرض وكيف نأخذ بالأسباب التي أمرنا الله بها لنشفى أو لكي لا  نصاب ؟!
وأنت تعلمين أننا مأمورون بالأخذ بالأسباب ؟؟
وللإجابة عن هذا السؤال 
👇👇👇👇👇👇👇👇👇
نعم نأخذ بالاسباب التي أمرنا الله بها 
للوقاية من كل الأمراض 
مثل أذكار الصباح والمساء 
وقراءة المعوذات وسورة الإخلاص ثلاث مرات تكفيك كل شيء 
شربة عسل نحل بليمون مقروء عليها الفاتحة 
فالفاتحة شفاء من داء 
والعسل شفااااء 
حبيباتي 
اعتزال المريض والخوف منه يزيده مرضا على مرضا ويؤثر سلبا في حالته الصحية 
لا أنفي الطب 
ولا الذهاب لطبيب والأخذ بأسباب الشفاء من أدوية وخلافه 
لكن نزوره ولا نخاف منه ولا نعمل حاجزا بيننا وبينه 

الثقة في الله والاطمئنان لقدره كله 
كتبته /أمل حسبو
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال عن صحة ماجاء في الرسالة الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : أولا : نذكر لك بعض أوجه جمع أهل العلم بين الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه وغيره  قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاعدوي ولاطيرة .. .. )  
وبين حديث ( لا يورد ممرض علي مصح ) قال ابن حجر في نزهة النظر ووجه الجمع بينهما ( أن هذه الأمراض لا تعدي بطبعها لكن الله سبحانه وتعالى جعل مخالطة المريض بها للصحيح سببا لإعدائه ومرضه ثم قد يتخلف ذلك عن سببه كما في غيره من الأسباب كذا جمع بينهما ابن الصلاح تبعا لغيره والأولى في الجمع أن يقال ان نفيه صلي الله عليه وسلم للعدوي باق علي عمومه وقد صح قوله صلي الله عليه وسلم -لايعدي شيء شيئا -وقوله صلي الله عليه وسلم لمن عارضه بأن البعير الأجرب يكون في الإبل الصحيحة فيخالطها فتجرب حيث رد عليه بقوله ( فمن أعدي الأول ) يعني أن الله سبحانه وتعالى ابتدأ ذلك في الثاني كما ابتداه في الأول وأما الفرار من المجذوم فمن باب سد الذرائع لئلا يتفق للشخص الذي يخالطه شيء من ذلك بتقدير الله تعالي ابتداء لابالعدوي المنفية فيقع في الحرج فأمر بتجنبه حسما للمادة والله أعلم ) انتهي 
فانظري إلي أدب وفقه أهل العلم في الخلاف المستساغ كيف ذكر وجه للجمع وهو مذهب الجمهور ثم رجح هو وجه آخر فعبر بكلمة الأولي ولم يخطأ العلماء الأجلاء الآخرين فيما يتسع فيه الإجتهاد  . ولكن الوجه الذي عزاه لابن الصلاح أقرب للصواب وهو قول الجمهور ويشهد له أن النبي صلى الله عليه وسلم خاطب قوما يعتقدون أن الشيء يعدي بنفسه فقوله ( لاعدوي ) متوجه لهذا الإعتقاد يوضح ذلك ماذكره الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف  قال : وأظهر ماقيل في ذلك أنه نفي لما كان يعتقده أهل الجاهلية من أن هذه الأمراض تعدي بطبعها من غير تقدير الله لذلك ويدل علي هذا قوله ( فمن أعدي الأول ) يشير إلي أن الأول إنما جرب بقضاء الله وقدره فكذلك الثاني ومابعده. ... ....فأما نهيه صلي الله عليه وسلم عن إيراد الممرض علي المصح وأمره بالفرار من المجذوم ونهيه عن الدخول إلي موضع الطاعون فإنه من باب اجتناب الأسباب التي خلقها الله تعالى وجعلها أسبابا للهلاك والأذى والعبد مأمور باتقاء أسباب البلاء إذا كان في عافية منها فكما أنه يؤمر أن لايلقي نفسه في الماء أو في النار أو يدخل تحت الهدم ونحوه مما جرت العادة انه يهلك أو يؤذي فكذلك اجتنابه مقاربة المريض كالمجذوم أو القدوم علي بلد الطاعون فإن هذه كلها أسباب للمرض والتلف والله تعالي هو خالق الأسباب ومسبباتها لاخالق غيره ولامقدر غيره ) انتهي . 
واختار هذا الجمع النووي في شرح مسلم : قال جمهور أهل العلم يجب الجمع بين هذين الحديثين وهما صحيحان قالوا وطريق الجمع أن حديث لاعدوي المراد به نفي ماكانت الجاهلية تعتقده وتزعمه أن المرض والعاهة تعدي بطبعها لابفعل الله تعالي   
وأما حديث ( لايورد ممرض علي مصح ) فارشد فيه إلي مجانبة مايحصل الضرر عنده في العادة بفعل الله تعالي وقدره . فنفي في الحديث الأول العدوي بطبعها ولم ينف حدوث الضرر عند ذلك بقدر الله تعالي وفعله . وأرشد في الثاني إلي الإحتراز مما يحصل عنده الضرر بفعل الله وإرادته وقدره فهذا الذي ذكرناه من تصحيح الحديثين والجمع بينهما هو الصواب الذي عليه جمهور العلماء ويتعين المصير إليه ) النووي شرح مسلم 
تأملي أختي الكريمة أن الوجه الذي عابته كاتبة الرسالة هو مذهب جمهور أهل العلم قديما  وهو الأوجه عند أكابر العلماء ومع أختيارها وجه الجمع الآخر فليس سبيل أهل العلم تسفيه وجه من الخلاف وسع سلف الأمة . 
ومن العلماء المعاصرين الذين ترجح عندهم هذا القول وهو مذهب الجمهور . علماء اللجنة الدائمة حين سئلوا عن مدي صحة حديث ( فر من المجذوم فرارك من الاسد ) 
الجواب : هذا الحديث جزء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه  ( لاعدوي ولاطيرة ولاهامة ولاصفر وفر من المجذوم كما تفر من الأسد ) أخرج الحديث بسنده البخاري في كتابه الصحيح في كتاب الطب ( باب الجذام ) 
وأخرج معناه مسلم في الصحيح في آخر أبواب الطب من حديث عمرو بن الشريد عن أبيه قال ( كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فارسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم  ( إنا قد بايعناك فارجع ) 
وأحسن ماقيل فيه قول البيهقي وتبعه ابن الصلاح وابن القيم وابن رجب وابن مفلح وغيرهم أن قوله ( لاعدوي ) علي الوجه الذي يعتقده أهل الجاهلية من إضافة الفعل إلي غير الله تعالي أن هذه الأمور تعدي بطبعها وإلا فقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شيء من هذه الأمراض سببا لحدوث ذلك ولهذا قال ( فر من المجذوم كما تفر من الأسد ) وقال ( لايورد ممرض علي مصح ) وقال في الطاعون (من سمع به في أرض فلا يقدم عليه ) وكل ذلك بتقدير الله تعالي ) انتهي من فتوي اللجنة الدائمة . 
                                          وكذلك أجاب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله قال : لامنافاة بين هذا وهذا وكلاهما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ( لاعدوي ولاطيرة ولاهامة ولاصفر ولانوء ولاغول ) وذلك نفي لما يعتقده أهل الجاهلية من أن الأمراض كالجرب تعدي بطبعها وأن من خالط المريض أصابه ماأصاب المريض وهذا باطل بل ذلك بقدر الله ومشيئته وقد يخالط الصحيح المريض المجذوم فلايصيبه شيء كما هو واقع ومعروف ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الإبل الصحيحة يخالطها البعير الأجرب فتجرب كلها قال له عليه الصلاة والسلام  ( فمن أعدي الأول ) 
وأما قوله ( فر من المجذوم فرارك من الاسد ) وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر (لايورد ممرض علي مصحف ) فالجواب عنه أنه لايجوز أن يعتقد العدوي ولكن يشرع له أن يتعاطى الأسباب الواقية من وقوع الشر وذلك بالبعد عمن أصيب بمرض يخشي انتقاله منه إلي الصحيح بإذن الله تعالي كالجرب والجذام ومن ذلك عدم إيراد الإبل الصحيحة علي الإبل المريضة بالجرب ونحوه توقيا لأسباب الشر وحذرا من وساوس الشيطان الذي قد يملي عليه أنه إنما أصاب إبله هو بسبب العدوي  
ومثل ذلك جمع الشيخ صالح العثيمين في كتاب القول المفيد . وكذلك الشيخ صالح الفوزان في كتاب إعانة المستفيد

logo