تاريخ النشر : 02-12-2022
المشاهدات : 608
السؤال
السلام عليكم
عندي سؤال معلمتي الفاضلة
في منهج اولي اعدادي أزهر في التوحيد
كل المنهج علي مذهب الأشاعره والماتريديه
انا بعرف بنتي العقيده الصحيحه قبل الدخول في المنهج
بماذا تنصحين حتى لا تتأثر البنت بهذا المنهج؟
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : للأسف فإن مؤلفات الأشاعرة والماتريدية قي الإعتقاد وهم يتبنون المنهج الكلامي مازالت تدرس في أكثر البلدان الإسلامية ومنها بلدنا مصر وفي الأزهر خاصة
وأذكر هنا جملة من مزايا منهج السلف ومساويء منهج أهل الكلام في فهم الدين
أولا : منهج أهل السنة والجماعة في الإعتقاد خاصة : منهج يعتمد في الإستدلال علي الكتاب والسنة مباشرة فلا تكاد تجد مسألة لاتصدر بأية أو حديث أو بهما جميعا .
ويستعمل المصطلحات الشرعية في تقرير مسائل العقيدة أو في الرد علي المخالفين 
يعرض المسائل العقدية بأسلوب سهل مبسط لايكاد يخفي معناه علي أحد .
يحترم النصوص الواردة في القرآن والسنة فلايخرجها عن المعني الظاهر القريب الذي يفهمه العربي من لغته إلا إذا وجد دليل قاطع يصرف ظاهر النص .
أما منهج علم الكلام والذي يتبناه أيضا الأشاعرة والماتريدية
فهو يعتمد في الإستدلال علي المنطق الارسطي الجاهلي وقل أن يورد آية أو حديثا في مسائله .
يغلب علي أسلوب العرض فيه التعقيد والغموض
ويغلب عليه تأويل لمعاني النصوص في أكثر المسائل بمعاني مستكرهة لاتفهم من النص إلا بتكلف لانها خلاف الظاهر وخلاف المعني القريب الذي يفهمه العربي من النص .
وأيضا يقدم العقل عند معارضته للنص بحجة أنه الأصل وان النقل فرع عنه والأصل يقدم علي الفرع هكذا يقولون .
ومن المعلوم كما أثبت علماء الإسلام أن العقل الصحيح لايخالف النص . وأيضا فعقول الناس متفاوتة في الفهم والتقدير فأي عقل يقدم ولذا لابد أن يتمسك الناس بالنصوص الشرعية بفهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان فهم رضوان الله عليهم لم يختلفوا في مسائل الإعتقاد ابدا  يقول ابن القيم رحمه الله  ( إن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم علي عقيدة واحدة لأنهم أدركوا زمان الوحي وشرف صحبة صاحبه وازال عنهم
ظلم الشكوك والأوهام ) مفتاح دار السعادة 262/2) 
وقال أيضا : وقد تنازع الصحابة رضي الله عنهم في كثير من مسائل الأحكام وهم سادات المؤمنين وأكمل الأمة إيمانا ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال .... ) أعلام الموقعين 49/1) 
فواجب علينا جميعا أولا أن ندرس عقيدة أهل السنة والجماعة ونتثبت بدراسة كتب أهل العلم الأكابر من علماء السنة حتي إذا وعينا ذلك علمناه لغيرنا من الأبناء والأهل والأصحاب والجيران ومن بيننا وبينهم صلة حتي تنتشر عقيدة أهل السنة بفضله ومنه وتقمع عقيدة أهل البدع .
واعرج  سريعا علي بعض بدع الاشعرية والماتريدية
البدعة الأولي : نفي الصفات الإختيارية لله تعالي أما هذه البدعة فالمراد منها أنهم يزعمون أن الله سبحانه وتعالى لاتقوم به صفات إختيارية وأنه لايرضي متي شاء ويغضب متي شاء ويتكلم بما شاء متي شاء ونحو ذلك من الصفات الفعلية . فهم لم يفرقوا بين صفات الذات وصفات الأفعال فصفة الغضب والرضا والمحبة والكلام ونحوها صفات فعل فهذه الصفات ليست دائمة بل يرضي أحيانا علي العبد ويغضب أحيانا ويتكلم أحيانا ولايتكلم أحيانا .
أما صفات الذات فهي مثل السمع والبصر والعزة والقدرة والجلال فهذه صفات ذات فهي دائمة في كل حين ولكنهم لم يفرقوا بينهما وجعلوا كل تلك الصفات صفات ذات فلم يثبتوا لله تعالي صفة فعل يفعلها حينا ولايفعلها حينا آخر   
البدعة الثانية : وهي بدعة الكلام النفسي :  وهي زعمهم بأن الكلام نوعان كلام نفسي وكلام لفظي وان المراد بوصف الله عز وجل انه يتكلم إنما هو وصف لما في نفس الله لا للقرآن اللفظي وهذا القرآن اللفظي إنما هو ( حكاية ) عن الكلام النفسي أو دال عليه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( كما يقول ذلك الكلابية والأشعرية الذين يقولون : إن القرآن العربي ليس هو كلام الله وإنما كلامه المعني القائم بذاته والقرآن العربي خلق ليدل علي ذلك المعني ) الفتاوي لابن تيمية 219/6)
و410/4) و 366/ 21) مجموع الفتاوى
وأيضا من بعدهم
في القدر هو قوله بالكسب والذي يعتبر إحدي صور عقيدة الجبرية عند التحقيق
وأيضا : من بدعهم انهم يقولون بقول الجهمية في الإيمان قال ابن تيمية رحمه الله ( وأبو الحسن نصر قول جهم في الإيمان مع أنه نصر المشهور عن أهل السنة من أنه يستثني في الإيمان ) فتاوي ابن تيمية 120/7)
وفي الجملة ننصح اختنا الكريمة أن تستزيد في تعلم عقيدة أهل السنة والجماعة الصحيحة من كتب أهل العلم المعتبرة وان تدرسي هذه العقيدة الصحيحة لإبنتك بأسلوب سهل ميسر وان تبيني لها بدع الأشاعرة والماتريدية التي تدرس عقيدتها في الأزهر بين لها ذلك بالدليل من النصوص الشرعية الصحيحة بفهم الصحابة الكرام رضوان الله تعالى وفهم سلف الأمة من بعدهم . وإن تتابعي دراستها وتبادري إليها إن حدث لبس في الفهم أو خطأ فتزيلي عنها الشبهة أولا بأول .
وإن ندعوا الله مخلصين له الدين دعاء المضطر الذي يخشي من هجمة البدع والضلال علي نفسه وولده وعلي من يحب أن يثبتنا علي الإسلام والسنة وعقيدة سلف الأمة إلي أن نلقاه علي ذلك وهو راض عنا قال تعالي ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ..... )


تنبيه :  هذه ألعقائد البدعية الأربعة السابقة هي أسس لعقيدة الاشعرية علما أن أبا الحسن الأشعري رحمه الله قد أعلن عودته لمذهب السلف كنا في كتابه الإبانة ومقالات الإسلاميين .
فقد قال في مقالات الإسلاميين بعد أن أورد عقيدة أهل الحديث ( وبكل ماذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب وماتوفيقنا إلا بالله .... ) مقالات الإسلاميين 350/1)
فأعلن تمسكه بما كان عليه أهل الحديث فأي قول له بعد ذلك الإعلان يكون ملغيا فيكون المذهب المنسوب إليه خطأ والصحيح انه مذهب ( كلابي ) وليس أشعريا وهذا المذهب نسبة إلي عبد الله بن سعيد بن كلاب فهو أول من قال بتلك البدع .

logo