تاريخ النشر : 02-12-2022
المشاهدات : 638
السؤال
السلام عليكم ..
هل يجوز الذبح بنية تفريج الكرب عن فتاة وهو وقوعها في دائرة الشك في دينها؟
و لو كانت نيتهم صنائع المعروف تقي مصارع السوء ..هل يجواز ؟
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :  الذبح لله تعالي فيه تفصيل  . إن  ذبح  لله تعالى قربة له وإطعاما للطعام وصدقة علي الفقراء والمساكين فهذا من أفضل القربات وداخل تحت الأدلة العامة الثابتة في الشرع التي منها الحديث الصحيح أن من أفضل الأعمال إطعام الطعام . والأحاديث الصحيحة الثابتة في فضل الصدقة وهذا الذبح بهذه النوايا السابقة هو بلاخلاف من العمل الصالح ومن صنع المعروف وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات ..... ) أخرجه الحاكم وصححه الألباني .
الحال الثاني: إن كان الذبح لدفع شيئ متوقع أو لرفع شيئ حاصل كأن يكون بالبيت مريضا فيذبح لأجل أن يرتفع ما بالمريض من أذى فهذا لا يجوز وهو محرم قال العلماء سدا للذريعة ذلك لأن كثيرون يذبحون حين يكون بهم مرض ظنا منهم أن المرض يكون بسبب الجن أو بسبب مؤذ من المؤذين كمن يقول إن فلان سحر فلانا فمرض ( أو ما يسمى انه عمل له عملا فمرض ) فيظن انه إذا ذبح الذبيحة أو أراق الدم فإنه يندفع شره وهذا لا شك أنه اعتقاد محرم ولا يجوز والذبيحة لرفع المرض والصدقة بها عن المريض قال العلماء أنها لا تجوز سدا للذريعة
وكذلك إن كان الذبح لدفع ضرر متوقع كأن يكون بالبلد داء أو وباء فذبح لدفع هذا الداء هذا أيضا منهي عنه سدا للذريعة لأن من الناس من يذبح لدفع هذا الجن وهذا شرك بالله جل وعلا . فتحصل من ذلك أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود وغيره وقد حسنه بعض أهل العلم  وضعفه آخرون قال ( داووا مرضاكم بالصدقة ) معناه داووا مرضاكم بالصدقة يعني بغير إراقة الدم ( الذبح ) فيكون الذبح مخصوص من المداوة بالصدقة يعني أنه لا يجوز من أجل ما فيه من وسيلة إلي الإعتقادات الباطلة ومعلوم أن  الشريعة جاءت بسد الذرائع جميعا الموصلة للشرك وجاءت أيضا بفتح الذرائع الموصلة للخير وبهذا شرح أهل العلم في كتاب التوحيد منهم الشيخ صالح آل الشيخ رحمه الله .
وقد تقول قائلة انا لا أعتقد هذه الأمور الشركية فلما يحرم علي الذبح لله تعالي بنية دفع البلاء وانا لا أعتقد في نفع الجن لي ولا ضرهم .
أجاب أهل العلم كما سبق حتي لا يكون ذلك بابا لمن يعتقد تلك الإعتقادات الباطلة أن الذبح حينها يمكن أن يدفع ضر الجن أو أذاهم وأن هؤلاء الجن قد يكون لهم نفع أو ضر مع الله جل وعلا  
ومن أدلة سد الذرائع خاصة في التوحيد ما رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني وقال إسناده صحيح علي شرط الشيخين عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال نذر رجل علي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة ( وبوانة بضم الميم وتخفيف الواو مكان )
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكان فيها وثن من اوثان الجاهلية يعبد قال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوف بنذرك وأنه لا وفاء لنذر في معصية الله تعالي ولا فيما لا يملك ابن آدم )
وجه الشاهد من الحديث حرص النبي صلي الله عليه وسلم علي سد الذريعة المفضية إلي الشرك فإن الرجل المسلم أراد نذرا لله تعالي بالذبح وفي رواية أنه نذر إن ولد له ولد أن يذبح في المكان المذكور في الحديث ( بوانة ) ولكن الرسول خشي أن يكون في هذا المكان سابقا وثن من اوثان الجاهلية فيظن الجاهل انه يذبح لهذا الوثن وليس لله فلما ذكر أنه لم يكن فيه وثن أذن بالوفاء بالنذر .
وكذلك في مسألتنا تلك قد يعتقد البعض أن الذبح خوفا من ضرر الجن او دفعا لأذي مؤذ منهم أو جلبا لنفع يملكه الجن مع الله فيذبح لذلك فحرم الذبح خشية هذه الإعتقادات الباطلة وحماية لجناب التوحيد .

فمن كان عمله صالحا من صدقة أو ذبح أو إطعام طعام أو إعانة محتاج أو كفالة يتيم أو غير ذلك من المعروف خالصا لله تعالي فإنه يصدق عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ...) 
فإن كان الذبح لله تعالي بقصد التقرب لله بالنسك وإطعام الفقراء والمساكين وإطعام الطعام عامة . فإن ذلك لابأس به بل هو مستحب

logo