تاريخ النشر : 01-12-2022
المشاهدات : 420
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
ده سؤال لصديقة لي مقربة 
هي دائما نفسيا تعبانة و متوترة وخايفة من لقاء ربنا 
لأن وهي في سن المراهقة عملت سيئات و عملت حاجات غلط 
واستغفرت ربنا كتير و رجعت لربنا دلوقتي فات علي الحاجات دي تقريبا فتره طويلة قوي 
و هي الحمد لله تابت ودائما تقولي ادعيلي لما أموت أنا عارفة إن مهما عملت وتبت هروح النار 
قوليلي أرجوك أساعدها إزاي 
أنا دائما بقولها قولي إني تبت و ندمت علي ما فعلت وكلمي ربنا و انتي ساجده و ربنا عالم بنيتك إنك تبتي 
أرجوك ساعديني أقولها إيه علشان نفسيا تبقي أفضل 
و مش ربنا ممكن يكون سامحها ولا لأ 
وأسفة للإطالة
الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : قال عز وجل ( والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) فمن تاب إلي الله تعالي في الدنيا من هذه الأفعال القبيحة فإن الله يتوب عليه . 
وقال عز ذكره ( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلي ربكم وأسلموا له ) الزمر (53/54) يقول الشيخ ناصر السعدي في شرح الآيتين 
( يخبر تعالي عباده المسرفين بسعة كرمه ويحثهم علي الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك .. ( لاتقنطوا من رحمة الله ) أي لا تيأسوا منها فتلقوا بأيديكم إلي التهلكة وتقولوا قد كثرت ذنوبنا وتراكمت عيوبنا وليس لها طريق يزيلها ....فتبقون بسبب ذلك مصرين علي العصيان ... ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة علي كرمه وجوده واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا من الشرك والقتل والزنا والربا والظلم وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار إنه هو الغفور الرحيم ... ) تفسير السعدي 
واعلمي أختي الكريمة أنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله غفر لبغي لسقي كلب كاد يقتله العطش فغفر لها به . 
وصح عنه أنه قال ( إن الله كتب كتابا قبل ان يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي...... ) رواه البخاري 
وصح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه . 
وصح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) رواه الترمذي وأحمد وابن ماجه وصححه الألباني . وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله غفر لمن قتل مائة نفس بتوبته توبة صادقة .  
ولو تتبعنا أدلة غفران الذنوب بالتوبة الصادقة لجمع فيها كتاب وليست رسالة. 
ومن عرف الله تعالي بأسمائه الحسني وأنه هو الغفور الرحيم الرحمن الكريم الوهاب وصدق بصادق وعده أنه يغفر الذنوب جميعا لمن تاب . وأنه سبحانه يحب التوابين وأنه يقبل التوبة ويغفر الذنب وأن رحمته سبحانه سبقت غضبه وأنه سبحانه صاحب الفضل والمنن ولرحمته وفضله أسباب أعظمها وأجلها التوبة النصوح والدعاء والتضرع والتعبد لله تعالي ولهذا أمر الله تعالي بالإنابة إليه بالقلوب والإستسلام بالجوارح. 
فمن ظن بعد توبته وعبادته والإنابة إليه أن الله لا يغفر له وأنه كما تقول هذه الأخت ( أنها تعلم أنها مهما عملت أنها ستدخل النار ) فمن ظن ذلك فقد أساء الظن بربه وكذب صادق وعد الله بقبول توبة التائبين كما في كتابه وعلي لسان رسوله وهذا ذنب أعظم من الذنوب الكبار التي تخاف منها وهو باب للشيطان حتي تيأس وتقنط من رحمة الله فتدع ( تترك ) التوبة والعمل الصالح . 
ولكن اختي الكريمة توبي إلي الله تعالي واستغفريه واستعيني بالله علي العمل الصالح واعزمي علي ترك الذنوب فإن أذنبت فبادري بالتوبة والإستغفار واحسني الظن بربك أنه يغفر لك ويتوب عليك ويتقبل منك العمل الصالح لأنه هو سبحانه أهل التقوي وأهل المغفرة .

logo