أرملة ميسورة الحال بفضل الله هل لها أن تتصدق أم تستثمر مالها لأوﻻدها وإن كانت قد أوجبت علي نفسها أن تخرج كل شهر مبلغا من المال هل تستمر في إخراجه
الاجابة
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال عن الصدقة وهي أرملة: الجواب الحمد لله : الصدقة تطفيء الذنوب كما يطفيء الماء النار ،ومن أوصاف عباد الله المتقين أنهم متصدقون
فإذا كان المال الذي تريدين التصدق منه هو مال يخص أنت (ملك لك) فتصدقي يا أختي بما تطيب به نفسك علي أن تدعي شيئا من مالك لورثتك من بعدك قال صلى الله عليه وسلم (لأن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس) متفق عليه وهذا حينما استأذن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في أن يتصدق بثلثي ماله فنهاه فاستأذن أن يتصدق بالشطر (النصف) فنهاه وأباح له التصدق بالثلث ثم قال الحديث السابق ذكره وإن كان هذا الحديث في الوصية ولكن عموم قوله صلى الله عليه وسلم لأن تذر ورثتك أغنياء ........ ) يدل علي أنه لا يحل التصدق بالمال كله
وإن كان المال الذي تتصدقين منه ملك للأيتام فيحرم عليك أن تتصدقي منه لأنه لا يجوز أن تقربي مال اليتيم إلا بما فيه إصلاحه من نماء واستثمار وليس في مال اليتيم شيء سوي الزكاة الواجبة
أما قولك إنك أجبت علي نفسك أن تخرجي مالا كل شهر فإن كان هذا نذرا وأنت تملكين هذا المال وفي استطاعتك إخراجه وجب الوفاء به وإن لم يكن نذرا ولكنك حدثت نفسك بذلك فنستحب لك المداومة علي العمل الصالح وإن كان قليلا لما ثبت