تاريخ النشر : 28-10-2022
المشاهدات : 748
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته معلمتنا الكريمة بارك الله فيكم

هل في حديث أن الميت يشعر بأهله بعد موته؟
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة وفيك بارك الله.  
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : لم يثبت دليل صحيح صريح الدلالة على أن الموتي يشعرون بأهليهم . ولكن اختلف أهل العلم في سماع الأموات كلام الأحياء مثل السلام عليهم 
فمنهم من نفي سماع الأموات للأحياء مطلقا وهو قول عائشة رضي الله عنها وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم وذهب إلي هذا القول من المعاصرين الشيخ الألباني ورجحه أيضا ابن باز وابن عثيمين في غير السلام علي الأموات -أنهم يسمعون فقط السلام عليهم - وقد استدل أصحاب هذا القول بأدلة منها قول الله تعالي ( إنك لا تسمع الموتي ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين )   
وقول الله تعالي ( ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير )  
 أما حديث بئر قليب بدر والحديث أخرجه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ( وقف النبي علي قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟) ثم قال إنهم الآن يسمعون ما أقول) فذكر ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنهم الآن يعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت ( إنك لا تسمع الموتي )  
وذهب بعض أهل العلم أن الموتي يسمعون في بعض المواضع ولكنهم لا يسمعون في كل الأحوال فقد ثبت في الحديث الصحيح أن الميت يسمع قرع نعال الناس عند دفنه فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن العبد إذا وضع في قبره وتولي عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم ) رواه البخاري ومسلم 
وكذلك حديث قليب بدر 
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بعد ثلاثة أيام من معركة بدر علي قتلي بدر من المشركين فنادى رجالا منهم (يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله ما تخاطب من أقوام قد جيفوا قال ( والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع ما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ) أخرجه أحمد 
ومن هذا الحديث استدل بعض أهل العلم علي أن الموتي يسمعوا ومن هؤلاء بن جرير الطبري وابن قتيبة وغيرهما .   
وكذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ما من أحد مر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام ) أخرجه الخطيب وابن عساكر بسند جيد . وكذلك حديث السلام علي موتي المسلمين لمن مر بقبورهم أو زارهم .   
وعليه فإن غاية ما يستدل به من تلك الآحاديث هو سماع الموتي في بعض المواضع كسماع السلام عليهم . وسماع تولي أصحابهم عنهم إذا وضعوا في قبورهم أما أنهم يشعرون بالأحياء من أهلهم وبما يجدونه أهلهم الأحياء من سعادة أو حزن أو غير ذلك فكل ذلك لا دليل عليه وهذا علم غيبي يجب أن نقف فيه علي الأدلة الصحيحة وليس بالظن والأوهام .

logo