تاريخ النشر : 22-10-2022
المشاهدات : 1424
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
رجاء أريد رسالة تحث على عدم الطلاق وتحث على أضراره أيضا خصوصا مع وجود أطفال فكيف أصلح ذات البين الرجاء الرد عاجلا. 
جزاكم الله خيرا
الاجابة
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته 
إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال عن الطلاق وأضراره الجواب الحمد لله
أولا: لا بد أن يعلم أن الله تعالي قد شرع النكاح لمصالح عظيمة منها إحصان النفس وإعفافها عن الحرام وتكثير ذرية المسلمين إلى غير ذلك من المصالح ، والزواج هو من سنن المرسلين قال تعالى (ولقد أرسلنا من قبلك رسلا وجعلنا لهم أزواج وذرية) وقد جعل الله تعالي الزواج وما فيه من الألفة والرحمة بين الزوجين جعل ذلك من آياته وما كان من آيات الله فهو من نعماؤه قال تعالي (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )  
والذرية هي هبة من الخالق سبحانه فالواجب علي كلا الزوجين الحفاظ علي نعمة الزواج بكل سبيل يصونه ويكون سببا في دوام الألفة والمودة والرحمة والسكينة والتفاهم بينهما 
وأيضا واجب عليهما الحفاظ علي هبة الخالق سبحانه (الذرية) فإن سبحانه لحكمة قد جعل غيرهما عقيما فواجب عليهما رعاية الأبناء ونشأتهم علي الدين والخلق القويم ورعايتهم دينيا ودنيويا، وننصح كل زوجة مسلمة صالحة تعاني بعض الشيء من زوجها بأمور أولها: الصبر علي ما تجد من تقصير في بعض حقوقها قال تعالي (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )
ثانيا : رعاية حق الزوج وصحبته بالمعروف والتودد إليه والإحسان إليه قال تعالي (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )
ثالثا : أن تنظر الزوجة في أفعال نفسها أولا فلعلها قصرت في حق زوجها أو أبناءها أو عصت الله في ذلك فما يصيب أحدا بلاء إلا بذنبه قال تعالي (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) معناه ما أصابك من نعمة فمن الله وما أصابك من مصيبة فمن نفسك وقد خاطب الله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خير البرية بعد الأنبياء والمرسلين مبينا لهم رد تساؤلهم قال سبحانه (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم) 
أي أن المصيبة التي أصابتهم هي بسبب ذنوبهم فنحن أولي بأن نعلم أن كل ما يصيبنا إنما هو بسبب ذنوبنا فنتوب إلى الله وندعو بكشف الضر والتجاوز عنا 
الأمر الآخر يجب أن تسعي الزوجة المسلمة الحريصة علي بيتها وكذلك الزوج إلى تحصيل أسباب الوفاق مع الزوج أولا بأن تنصح برفق وتصبر علي النصح والتذكرة في وجوب العشرة بينهما بالمعروف والتوافق لدوام المودة والألفة ويجب الصبر علي الزلات والهفوات ،
فإن لم يجد ذلك نفعا وسطت من تراه يجله الزوج من كبير أو عالم أو أحد الجيران الذين يثق بهم للإصلاح 
وذلك اختي المسلمة أمر موجب عليك لأن الأبناء مسؤلية جسيمة وتربيتهم تحتاج مضافرة جهود كلا من الأبوين خاصة في هذه الأزمنة التي ظهر فيها الفساد وعمت البلوي ودور الأب لا يمكن تناسيه 
أما بالنسبة لحكم الطلاق فإن الله أباحه لأسباب منها سوء العشرة من أحد الزوجين فإذا لم يجد نفعا كل ماذكر فأنه أبيح للحاجة وفي أضيق نطاق 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ((أن الأصل في الطلاق الحظر وإنما أبيح منه قدر الحاجة) مجموع الفتاوي 
وقال أيضا رحمه الله (ولولا أن الحاجة داعية الي الطلاق لكان الدليل يقتضي تحريمه كما دلت عليه الآثار والأصول ولكن الله تعالي اباحه رحمة منه بعباده لحاجتهم إليه أحيانا )
وسأل ابن عثيمين رحمه الله عن الطلاق بدون سبب فأجاب: الطلاق بدون سبب لا ينبغي وذكر أهل أنه مكروه لما في ذلك من التفريق بين الزوجة وزوجها وتفويت مصالح النكاح ولأن الرجل إذا طلقها قد لا يجد غيرها وهي أيضا قد لا يتزوجها غيره فهو مكروه ولكن إذا دعت الحاجة إليه فإنه لا بأس به

logo