تاريخ النشر : 20-10-2022
المشاهدات : 1020
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
سؤالي عن حديث إنما الشؤم فى ثلاث المرأة والدابة والبيت لأنى من وقت ما نقلت إلى شقتى هذه فى الصيف السابق وتتوالى (الحمد لله رب العالمين) الإبتلاءات وأحيانا تكون غريبة مثل خروج محبس من مكان نهائى وتغرق الشقة وأخيرا فجر أمس السيارة ولعت وهى أمام البيت وكان ابنى لسه راجع بها قبلها بأقل من ساعة وكانت سليمة (والحمد لله) السيارة تقريبا الجزء الامامى اللى فيه الكبوت والموتور وما بداخلها انتهى، الحمد لله ان ابنى لم يكن فيها، ربناأالهمنى الرضا بقضاؤه لكننى أشعر بانقباض قلبى من هذه الشقة ودائما أتذكر هذا الحديث فماذا أفعل وهل أتصدق بنية شكر نعمة الله وان يرفع الله عنى البلاء وبماذا تنصحينى 
جزاك الله خيرا
الاجابة
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته الي الأخت الكريمة 
الجواب الحمد لله : لابد أولا : أن يعلم أن التطير منهي عنه وأنه شرك بالله تعالي فقد روي البخاري ومسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا عدوي ولا طيرة)
وصححه الألباني في صحيح أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الطيرة شرك) 
وقال صلي الله عليه وسلم (ليس منا من تطير أو تطير له .....) صححه الألباني في صحيح الجامع هذا هو الأصل في مسألة التطير التشاؤم
والسبب في هذا الحكم كما يقول ابن القيم رحمه الله في (مفتاح دار السعادة ) أن الطيرة إنما تتضمن الشرك بالله تعالي والخوف من غيره وعدم التوكل عليه والثقة به فكان صاحبها غرضا لسهام الشر والبلاء فيتسرع نفوذها فيه لأنه لم يتدرع من التوحيد والتوكل بجنة واقية ...
  ثم جاءت أحاديث أخري تفيد أن الشوم قد يكون في المرأة والفرس والدار منها ماثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار)
وقد اختلف العلماء في فهم هذه الأحاديث والجمع بينها وبين أحاديث النهي عن التطير فمنهم من حملها علي ظاهرها قال مالك وطائفة هو علي ظاهرها الدار قد يجعل الله سكانها سببا للضرر أو الهلاك وكذا اتخاذ المرأة المعينة 
وقال الخطابي وكثيرون هو بمعني الاستثناء من الطيرة أي الطيرة منهي عنها إلا أن يكون له دار يكره سكناها أو أمرأة يكره صحبتها فليفارق الجميع بالبيع ونحوه وطلاق المرأة   
والي هذا القول مال ابن القيم وقال فمن أعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نسب الطيرة والشؤم إلى شيء من الأشياء علي سبيل أنه مؤثر بذاته دون الله فقد أعظم الفرية علي الله وعلي رسوله وضلال ضلالا بعيدا...........وبالجملة فأخباره بالشؤم أنه يكون في هذه الثلاثة ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاه وإنما غايته أن الله تعالي قد يخلق منها أعيان مشؤومة علي من قاربها وسكنها وأعيانا مباركة لا يلحق من قاربها منها شؤم ولا شر ،
وقال آخرون من العلماء : شؤم الدار ضيقها وسوء جيرانها وشؤم المرأة عدم ولادتها وسلاطة لسانها وتعرضها للريب ،قال ابن حجر في فتح الباري قال عبد الرزاق في مصنفه عن معمر سمعت من يفسر هذا الحديث يقول شؤم المرأة إذا كانت غير ولود وشؤم الفرس إذا لم يغز عليه وشؤم الدار جار السوء وإلى هذا القول مال الألباني 
وفي الجملة أختي الكريمة أنت تعلمين أن تغيير الدار في هذا الزمان ليس بالأمر الهين فأحسني التوكل علي الله والثقة به وفرديه بالخوف والرجاء فهذا من أعظم الأسباب الذي يدفع به الشر المتطير به 
ولكن إذا كرهت المقام في شقتك فلا بأس بالتحول عنها كما أفاد العلماء مع الحذر كل الحذر أن تعتقدي في عين من الأعيان أنها تؤثر في نفع أو ضر من دون الله تعالي فإن ذلك الضلال البعيد

logo