وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : الحيض هو الدم المعهود عند النساء . قال تعالي ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى ) قال بن رشد الأذى هو الدم الخارج من الرحم فوجب أن يحمل علي أنه حيض حتي يعلم أنه ليس بحيض وهذا ما لا أعلم فيه خلافا ) انتهي من البيان والتحصيل (105/1)
ومن كانت لها عادة فزاد عليها الدم أو نقص أو تقدم أو تأخر فهو حيض ومتى انقطع فهو طهر وهذا مذهب الشافعية راجعي المجموع للنووي (432-431) واختاره ابن قدامة المغني (255/1)
وابن تيمية قال : وكذلك المنتقلة إذا تغيرت عادتها بزيادة أو نقص أو انتقال فذلك حيض حتي تعلم أنها استحاضة بإستمرار الدم ( مجموع الفتاوي (239/19) وهو اختيار ابن باز حيث قال إذا كان الذي ينزل بعد الطهارة صفرة أو كدرة فإنه لا يعتبر شيئا بل حكمه حكم البول أما إن كان دما صريحا فإنه يعتبر من الحيض .
وقال أيضا ( إن الدورة الشهرية وهي الحيض تزيد وتنقص وتجتمع أيامها وتفترق ( مجموع فتاوي ابن باز . ) وهو أيضا اختيار ابن عثيمين .
وذلك لأن لا دليل صحيح صريح علي أكثر مدة الحيض ولا أقل مدة له ومن المعروف بين النساء أنه قد تزيد مدة حيضهن في بعض الأحيان وقد تنقص والعبرة برؤية الدم الخارج فإن نزل فهو حيض وإن ارتفع ولم تجد المرأة شيئا وهو الجفوف أو رأت القصة البيضاء فهو الطهر إلا أن تتطاول بها الدماء وتستمر حتي يصير كأن غالب حالها حائض حينها ما زاد عن عادتها تعده استحاضة وتعمل بأحكام المستحاضة. وتغتسل وتصلي وتصوم ويحق للزوج الوطء .
وننصح أيضا بمراجعة طبيبة فقد تكون تلك الدماء الزائدة ليست حيضا وإنما بسبب بعض الأدوية أو حالة صحية طارئة كأن يكون عرقا أو لسبب طبي آخر فتعد استحاضة قال تعالي ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )