رقم الفتوى : 381
تاريخ النشر : 07-10-2022
المشاهدات : 1004
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
هل يجوز تفسير القرآن بالصور كما هو موضح ، أم لا يجوز!  لأنه يوجد فتاوي تجيز تفسير القرآن بهذه الطريقة ولكن بشروط ، وفتاوي أخري تُحرم 
الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة مرسلة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : قد علمت من جواب علماء اللجنة الدائمة التحريم المطلق لذلك وقد ذكروا أسباب التحريم منها أنها طريقة مبتدعة في تفسير القرآن وكان يمكن للسلف أن يعلموا أطفالهم بهذه الطريقة عن طريق الرسم باليد فلما لم يفعل من علمائهم ذلك علم أنها طريقة محدثة 
أيضا يوجد في هذه الطريقة المحاذير الشرعية التي ذكرت في فتاوي علماء اللجنة الدائمة وكذلك في فتاوي من أباح الأمر بوجه علي أن يحذر من المحاذير الشرعية المخالفة ومنها تصوير الأمور الغيبية من جنة ونار وصراط وميزان وملائكة وهذا لا يصح تصويره بحال سواء عند أهل العلم المتقدمين أو المتاخرين وأيضا تصوير بعض الأشخاص دون الوجه أو يخرج من وجوههم نور علي أنهم أنبياء وهذا أمر محرم يجر إلي الشرك وفيه مضاهاة لفعل النصاري الذين يصورون صورا في كنائسهم وبيوتهم ويدعون أنها للمسيح وأمه ويعبدونها من دون الله تعالي . 
وأيضا فيها محذور رسم ذوات الأرواح ومن المعلوم تحريم رسم ما فيه روح . 

ثم إن الفتوي التي فيها الإباحة قد اوجبت تجنب محاذير كثيره جدا منها ماذكرت لك ولم تبح فعل ذلك لآحاد الناس ولا لطلبة العلم بل قالت ذلك يفعله فقط من سلم نهجه وعلمه ودينه حتي يعلم ما يجوز أن يصور من أمور جائزة وما لا يجوز فهي مسألة في الحقيقة نظرية فقط لكن عند التطبيق لا تجدي أمر يجوز تصويره أو تجدي النذر اليسير جدا -القليل جدا - 
والذي أراه راجحا هو مطلق التحريم لأنه من المعلوم في الأصول أن ما يؤدي إلي المحرم فهو محرم وهذه الطريقة تجر إلي الكثير من المحرم خاصة مع غلبة الجهل والتعرض للعلم لمن ليس من أهله فنقع بهذه الطريقة في محذورات كثيرة من سوء التفسير والتسور علي أمور تؤدي للشرك . وأمور تؤدي إلي الإستهانة بالغيبيات 
كمن يصور الجنة كبستان جميل أو يصور النار أنها نار هائلة أو يصور الميزان كموازين الدنيا وله كفتان كبيرتان . ويصور الصراط كخيط رفيع يسير عليه الناس وتحته نار . وكل ذلك وأمثاله لايجوز 

أختي الكريمة ظهر أول محظور جليا في تصوير مثل للجنة والنار . 
ثم تصوير بعض معلومات الله تعالي تحت باب علم الله وهنا محذور أن يظن الطفل قصور علم الله علي هذه المعلومات وأمثالها ولكن علم الله لا إحاطة به فهو سبحانه يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون فتصوير بعض الصور مثال علي بعض معلومات لله تحت باب علم الله قصور عظيم . والصحيح أن يقال للطفل فقط أن الله علمه محيط بكل شيء فهو خالق كل شيء والذي خلق هو الذي يعلم من خلق قال تعالي ( ألا يعلم من خلق ....
ويقول للطفل إن الله يعلم ما في نفوسنا وقلوبنا وما نريد أن نعمله من خير وشر . 
وهكذا يبين له سعة علم الله المحيط بكل شيء . 
والمحذور الثالث تصوير ذوات الأرواح فيما ليس فيه ضرورة ولا حاجة مثل من يلبس ليذكر دعاء لبس الثوب أو من يدخل الخلاء بشماله مع ذكر الدعاء وهكذا . وإذا بدأ أول الأمر بكل تلك المحاذير فبعد فترة من الزمان تزيد المحاذير والمحرمات . 

logo