تاريخ النشر : 30-11-2021
المشاهدات : 2701
السؤال
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ

نُسب إلى الحسن البصري رحمه الله أنه قال : ( الْمُؤْمِنُ يُصْبِحُ حَزِينًا وَيُمْسِي حَزِينًا وَيَتَقَلَّبُ فِي الْحُزْنِ وَيَكْفِيهِ مَا يَكْفِي الْعُنَيْزَةَ ) .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معلمتى

ممكن أعرف شرح هذا الحديث

وهل صحيح أم لا ؟
الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : هذا الحديث الراجح فيه أنه حديث ضعيف
أخرجه ابن عدي والطبراني والحاكم في المستدرك والبيهقي في الشعب والقضاعي في مسنده جميعا من طريق أبي بكر بن أبي مريم حدثنا ضمرة بن حبيب عن أبي الدرداء مرفوعا فذكر الحديث . قال الحاكم صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي :( قلت مع ضعف أبي بكر منقطع ) انتهي من كلام الذهبي والحديث ضعفه أيضا محدث العصر الألباني في الضعيفة برقم 483 
فإذا كان الحديث ضعيفا فلاينشغل المؤمن في شرحه لأن الضعيف لايؤخذ منه حكم شرعي ولايعمل به في فضائل الأعمال علي الراجح وكذا مانسب هنا من قول للحسن البصري رحمه الله.  
ولكن في الجملة لابد أن يعلم المسلم أن دين الله تعالي ليس دين شقاء وعنت بل قال سبحانه وتعالى (طه ماأنزلنا عليك القرآن لتشقي ) 
قال الالوسي في تفسيره الشقاء في كلامهم ( يعني المفسرين ) يحتمل أن يكون بمعناه الحقيقي وهو ضد السعادة انتهي من روح المعاني . 
وقد ارسل رسوله رحمة للعالمين ولم يكلف نفسا إلا وسعها . ولايكلف نفسا إلا ماآتاها ورفع عنا الإصار التي 
كانت من قبلنا واباح لعباده المؤمنين التمتع بالطيبات من الرزق فقال سبحانه ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق .  
فالمؤمن الحق يعلم ماانعم الله عليه وكيف خفف عنه وأنه لم يحمله إلا قدر إستطاعته وكيف سخر له مافي الأرض حلال طيبا واباح له الطيبات من الرزق فيشكر المنعم بذلك سبحانه وتعالى وكل ذلك من أسباب السرور والسعادة في الدنيا التي هي للمؤمن غرس للعمل الصالح لينال رضا ربه في آخرته .
وكذلك قد علمنا من ديننا أن من أفضل الأعمال وأحبها إلي الله سرور تدخله علي قلب المسلم . فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( أحب الأعمال إلى الله تعالي سرور تدخله علي مسلم ) رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الترغيب . فانظري كيف جعل ديننا الحنيف أحب الأعمال إلى الله تعالي سرور ندخله علي مسلم . 
وغير ذلك من الأدلة كثير ومن تأمل علم أن ديننا ليس دين أحزان وأنكاد ويأس وانقطاع عن اسباب العيش ولكن يتمتع بما في الدنيا من حلال طيب مع شكر الله تعالي علي نعمه ويبتغي كذلك الإحسان إلى من حوله من ارحام وجيران وغيرهم ويعتقد أن ذلك من العمل الصالح ومن أفضل القربات إلي الله تعالي .

logo