رقم الفتوى : 329
تاريخ النشر : 29-09-2021
المشاهدات : 3091
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته استاذه هل هذه الرساله صحيحه

بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو قراءه الموضوع كاملا ولن تندم 
إذا حفظت أول آية من سورة البقرة تعتبر حافظا للقرآن كاملا !!!
هل تعلم أنك بمشيئة الله تعالى تصبح حافظا لكتاب الله تعالى لو حفظت آية واحدة ؟!!
عدد آيات القرآن الكريم = 6236 آية 
لو حفظت كل يوم آية واحدة فسوف تحتاج 17 عاما 
طبعا ستقول وهل سوف انتظر كل هذه المدة ؟
الجواب بمنتهى البساطة :
أنت بإذن الله تعالى تُعتبر حافظا لكتاب الله بمجرد أنك نويت أنك ستحفظ القرآن كاملا بمعدل آية يوميا 
وذلك يعني أنه لو أدركك الأجل قبل إكمال القرآن كاملا فإنك بمشيئة الله ستأتي رب العالمين وأنت حافظ لكتابه 
فأنت نويت والأعمال بالنيات 
مثل من نوى الحج وتوفي وهو في الطريق فسوف يأتي الله تعالى يوم القيامة وقد كتبت له الحجة 
يعني لو بدأت اليوم بحفظ " الم " وهي أول آية من سورة البقرة 

ثم توفاك الله , فـــ بمشيئة الله ستأتي الله يوم القيامة حافظا لكتاب الله تعالى 

آية كل يوم ,,, ما أسهل هذه المهمة !!!

ونعلم جميعا أن فترة نزول القرآن على نبينا صلى الله عليه وسلم كانت 23 عاما 
منذ بدء نزول الوحي وعمره صلى الله عليه وسلم 40 عاما وحتى وفاته صلى الله عليه وسلم وعمره 63
فهل بعد ذلك نستكثر مدة حفظ القرآن مهما كانت ؟
هل تعرف ان الحافظ لكتاب الله لا تمسه النار ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق" رواه أحمد
 

والإهاب هو الوعاء , والمقصود هنا جسد الحافظ لكتاب الله 
 
الان هل نضيع هذه الفرصة الذهبية بأن نضمن ان لا تمس أجسادنا النار ؟
 
آية واحدة في اليوم تكررها حتى تتمكن منها مثل تمكنك من سورة الفاتحة 
 
ثم تراجع ما لديك وهو ما تمكنت أصلا من حفظه
طبعا تستطيع رفع كمية الحفظ اليومية إلى 3 آيات مثلا 
 
وسوف تنهي حفظ كتاب الله في خمس سنوات ونصف
 
والأيام تجري سريعا وسوف تمضي سواء عملنا فيها أم لم نعمل 
 
أهل القرآن هم أهل الله وخاصته 
 
فهل سيعذب الله تعالى أهله في النار ؟

قال صلى الله عليه وسلم "إن لله تعالى أهلين من الناس، أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" أخرجه أحمد والنسائي اللهم اجعلنا منهم آمين

هيا فلنغتنم هذه الفرصة العظيمة 

إضافة عملية ميسرة :
إذا حفظت من القرآن الكريم في اليوم ( آية واحدة فقط ) تحفظ القرآن كله في مدة 17 سنة و7 أشهر و9 أيام 0
وإذا حفظت في اليوم 2 آية تحفظه في 8 سنوات و9 أشهر و18 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 3 آيات تحفظ القرآن في 5 سنوات و10 اشهر و13 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 4 آيات تحفظ القرآن في 4 سنوات و 4 اشهر و 24 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 5 آيات تحفظ القرآن في 3 سنوات و6 اشهر و 7 أيام
وإذا حفظت في اليوم 6 آيات تحفظ القرآن في 2 سنتين و 11 شهرا و 4 أيام
وإذا حفظت في اليوم 7 آيات تحفظ القرآن في 2 سنتين و 6 اشهر و 3 أيام
وإذا حفظت في اليوم 8 آيات تحفظ القرآن في 2 سنتين و 2 شهر و 12 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 9 آيات تحفظ القرآن في 1 سنة و 11 شهراً و 12 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 10 آيات تحفظ القرآن في 1 سنة و 9 أشهر و 3 أيام
وإذا حفظت في اليوم 11 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 7 أشهر و 6 أيام
وإذا حفظت في اليوم 12 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 5 أشهر و 15 يوما
وإذا حفظت في اليوم 13 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 4 أشهر و 6 يوما
وإذا حفظت في اليوم 14 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 3 أشهر فقط 0
وإذا حفظت في اليوم 15 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 2 شهر و 1 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 16 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 1 شهر و 6 أيام
وإذا حفظت في اليوم 17 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 10 أيام0
وإذا حفظت في اليوم 18 آية تحفظ القرآن في 11 شهر و 19 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 19 آية تحفظ القرآن في 11 شهر و 1 يوماً0
وإذا حفظت في اليوم 20 آية تحفظ القرآن في 10 شهر و 16 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 1 وجه تحفظ القرآن .. في 1 سنة و8 شهر و12 يوماُ
وإذا حفظت في اليوم 2 وجه تحفظ القرآن .. في 10 أشهر و 6 أيام فقط

لا تنسى أن كل حرف تنطقه عند قراءة القرآن الكريم بحسنة ، وتكتب عشر حسنات ! .. ففي ( بسم الله الرحمن الرحيم ) مثلاً 19 حرفاً .. تحتسب بـ 190 حسنة ! .. فقط عند التسمية 190 حسنة .. فكيف بالآيات ، والتكرار التلقائي مع الحفظ وبعد الحفظ ؟. ( حقاً فرصة العمر ) .. لأن بعض الموازين يوم الحساب قـد لا تحتاج إلا لحسنة واحدة لتترجح كفة حسناتها على كفة سيئاتها فينفتح الطريق بفضل الله ورحمته إلى الجنة ! . لا حرمنا الله الطريق الآمن إليها . رزقنا الله جميعاً عونه وتوفيقه والصدق والإخلاص والقبول ، وحسن العاقبة .. اللهم آمين
انشروا هذا المقال في كل مكان واحتسبوا الأجر العظيم .... فقد تكون سببا في أن يحفظ خلق كثير كتاب الله تعالى ويكون لك مثل أجرهم ...فالدال على الخير كفاعله ... 
اللهم احشرنا مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم آمين
اللهم ارزقنا منازل الشهداء والفردوس الأعلى أمين
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة السائلة عن صحة ماورد في الرسالة. 
الجواب : 
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : 
ليس كل من نوى وعزم علي العمل الصالح يكون له أجر من نوى وعزم وعمل العمل وذلك لأن هناك فرق بين النية الصالحة مع العزم ثم إذا تمكن صاحبه من الفعل فقد لا يفعل أو لا يتم العمل مع التمكن منه .
 وهذا له أجر علي نيته الصالحة وعزمه وإن لم يفعل 
ولكن من نوى مع الإرادة الجازمة للفعل فلم يتمكن من الفعل لسبق موت أو عذر مانع من الفعل فإن هذا له من الأجر كأجر الذي عمل . 
ودليل انه لا يستوي في الأجر من عزم وهم بالفعل ولم يفعل مع قدرته علي الفعل مع من هم وعمل العمل الصالح فلما رواه البخاري و مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلي سبع مائة ضعف إلي أضعاف كثيرة )  .
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى: ( فهذا التقسيم في رجل يمكنه الفعل ولهذا قال ( فعملها ) و ( فلم يعملها ) ومن أمكنه الفعل فلم يفعل لم تكن إرادته جازمة فإن الإرادة الجازمة مع القدرة مستلزمة للفعل .   
فهذا القسم يفرق فيه بين المريد والفاعل بل يفرق فيه بين إرادة وإرادة ... فإذا هم بحسنة فلم يعمله كان قد أتي بحسنة وهي الهم بالحسنة فإن عملها كتبها الله عنده عشر حسنات لما مضي من رحمته أن من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف ) انتهي مجموع الفتاوي لابن تيمية ( 737/10) .
أما من كانت إرادته جازمة إذا فعل الإنسان معها ما يقدر عليه ولم يمنعه عن العمل أو ماتبقى منه غير العجز أو الموت ( عدم القدرة علي الفعل ) فهذا في الشرع بمنزلة الفاعل التام الفعل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : 
الإرادة الجازمة إذا فعل معها الإنسان مايقدر عليه كان في الشرع بمنزلة الفاعل التام له ثواب الفاعل التام وعقاب الفاعل التام الذي فعل جميع الفعل المراد حتي يثاب ويعاقب علي ماهو خارج عن محل قدرته مثل المشتركين والمتعاونين علي أفعال البر ومنها ما يتولد عن فعل الإنسان كالداعي إلي هدي أو إلي ضلالة والسان سنة حسنة وسنة سيئة كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( من دعا إلي هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شئ ومن دعا إلي ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) .
وأيضا فالمريد إرادة جازمة مع فعل المقدور هو بمنزلة العامل الكامل وإن لم يكن إماما وداعيا ....... ......
يوافق ذلك ماثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في غزوة تبوك: ( إن بالمدينة رجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم قالوا : وهم بالمدينة قال وهم بالمدينة حبسهم العذر ) فأخبر أن القاعد بالمدينة الذي لم يحبسه إلا العذر هو مثل من معهم في هذه الغزوة ومعلوم أن الذي معه فى الغزوة  يثاب كل واحد منهم ثواب غاز علي قدر نيته فكذلك القاعدون الذين لم يحبسهم إلا العذر ( راجع مجموع الفتاوي لابن تيمية الجزء العشر ( 769-720) 
وعليه ليس كل من نوى حفظ القرآن وبدأ بحفظ آية أو بضع آيات يكتب عند الله حافظاً للقرآن ويثاب ثواب الحافظ للقرآن فعلا . 
إلا أن تكون إرادته  لحفظ القرآن  إرادة جازمة ويحفظ مافي مقدوره ثم يعجز عن الحفظ لموت أو عذر مانع من الحفظ .
ثانياً : ننبه أن أهل الله وخاصته كما روي أحمد وابن ماجه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه  ( إن لله أهلين من الناس قالوا يا رسول الله من هم قال: ( هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) صححه الألباني في صحيح ابن ماجه. 
ولا يكفي تلاوة القرآن وحفظه ليكون من أهل الله وخاصته حتي يعملون بأحكامه فيحلون حلاله ويحرمون حرامه ويقفون عند حدوده ويتخلقون بأخلاقه سواء حفظوه أم لم يحفظوه فإن حفظوه علي هذا الوجه المذكور كان أكمل كما ذكر غير واحد من أهل العلم.

logo