السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : روي البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله ( انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام فقيل يارسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنها يطلي بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس فقال لا هو حرام ثم قال رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم عند ذلك قاتل الله اليهود إن الله لما حرم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه )
فعلم بالنص أن بيع المحرم حرام وثمنه حرام كما روي الدارقطني وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه )
الأصنام هي التماثيل المجسمة سواء كانت للزينة أو لغيرها في تحريم الأصنام (التماثيل المجسمة وكذلك الرسم باليد ) لما فيه روح أدلة صحيحة متواترة لاتخفي علي أحد ليس هنا موضع ذكرها نذكر منها فقط قوله صلي الله عليه وسلم ( أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون يقال لهم أحيوا ماخلقتم ) رواه البخاري ومسلم
وحديث ( لاتدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولاصورة ) رواه مسلم
فدل ذلك علي شدة حرمة الصور والتصوير وصح أن كل محرم يحرم بيعه وأكل ثمنه واختلف أهل العلم في جواز الإنتفاع بالشيء المحرم في غير الوجه الذي حرم به فالراجح أن التحريم عائد علي البيع وليس علي الإنتفاع في غير المحرم . مثل دهون الميتة حين سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أنها يطلي بها السفن ويستصبح بها الناس ( أي كوقود في الصباح ) وكذا من كان عنده مثلا تمثال من خشب فكسر رأسه وانتفع به كوقود للمدفئة وبقي باقي التمثال كأنه شجرة توضع كزينة في البيت هذا جائز أما أن يبيع المحرم كتمثال لما فيه روح فصنعه محرم وبيعه وشراءه محرم لما ثبت من النصوص الصحيحة.
