وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
اختلف أهل العلم في الصفرة والكدرة هل تعد من الحيض أم لا تعد من الحيض فذهب فقهاء الحنفية أن الصفرة والكدرة تعد حيضاً في أيام الحيض وخالفهم أبو يوسف بأن الكدرة في أول الحيض لاتعد حيضاً . و
ذهب الحنابلة أن الكدرة والصفرة بعد الطهر من الحيض لاتعد حيضاً ولا توجب الإغتسال بعد انقطاعها ولا توجب ترك الصلاة ولا ترك الصيام واستدلوا بحديث أم عطية ( كنا لانعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا ) رواه أبو داود وصححه الألباني ورواه البخاري بدون زيادة بعد الطهر .
أما إن كانت وقت الحيض فتعد حيضاً لما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ( أن النساء كن يرسلن الدرجة فيها الشيء من الصفرة إلي عائشة فتقول لاتعجلن حتي ترين القصة البيضاء ) صححه الألباني في الإرواء .
وذهب فقهاء الشافعية إلي أن الكدرة ( الإفرازات البنية ) تعد من الحيض سواء كانت سابقة أو لاحقة له أو وافقت عادتها أو خالفتها واستدلوا بما ورد عن عائشة رضي الله عنها ( لاتعجلن حتي ترين القصة البيضاء ) وهي تريد بذلك الطهر من الحيض .
ووافقهم فقهاء المالكية إذ قالوا إن حكم الكدرة كحكم دم الحيض فإن كانت وقت الحيض فهي حيض وإن كانت وقت النفاس فهي من النفاس وإن كانت وقت استحاضة فهي استحاضة .
وقالوا إن الصفرة والكدرة صفة للدم كالسواد والحمرة . وعليه فأقرب الأقوال أنك إن وجدت تلك الكدرة في أوقات الحيض علي أن لا تستغرق غالب الشهر فهي حيض ولها حكم الحيض فإن استغرقت غالب الشهر فإنك تحتسبين أيام حيضك ومازاد فهو استحاضة وهكذا حتي يعود حيضك كما كان بصفته المعهودة بعد انتهاء الرضاعة إن شاء الله تعالى.