رقم الفتوى : 29
تاريخ النشر : 25-01-2021
المشاهدات : 2232
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
معلمتي الحبيبة جزاكِ الله عنّا كل خير .


- لو بنت شابة توفاها الله و كان عليها صيام بسبب الحيض لم تقضيه من رمضان الماضي .فهل على أمها أو أختها قضاؤه عنها ؟؟

*********
و هل لو امرأة طوال السنوات الماضية لا تقضي ما عليها في أي رمضان بسبب الحيض و لا نعلم هل تكاسلًا أم جهلًا . . و منذ فترة قصيرة نبهها شخص بأن هذا حرام و يجب قضاء ما عليها من صيام فعلمت بالحكم و أخرجت إطعامًا كثيرًا و صامت إثنين و خميس لفترة ثم توقفت عن ذلك كله فماذا نفعل معها و بماذا ننصحها .
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : رحم الله الأخت المتوفاة رحمة واسعة وتجاوز عنها ورزق أهلها الصبر والتسليم لقضائه والرضا به . 
من مات وعليه صوم بسبب مرض أو سفر أو حيض ونفاس فإن كان لم يات عليه أيام آخر كان يستطيع القضاء فيها كأن يكون مات في أيام مرضه أو أول طهرها من الحيض أو مات أول قدومه من سفر أفطر فيه ولم يتخلل ذلك أيام كان يستطيع فيها قضاء ما أفطر  في هذه الحال لا يتوجب علي الميت شيء وليس عليه كفارة ولا يجب علي وليه صيام،  دليل ذلك قول الله تبارك وتعالى ( فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام آخر ) وفي هذا الحال لم يأتي عليه أيام آخر يستطيع فيها القضاء . وقال بعض العلماء يطعم عنه عن كل يوم مسكينا. 
أما من كان مريضا فأفطر أو حائض أو غير ذلك من الأسباب الموجبة أو المبيحة للفطر ثم أتي عليه أيام شفي فيها المريض أو طهرت فيها الحائض ولكنه أخر الصيام ثم مات  فإن الولي مخير بين أن يصوم عنه فإن لم يفعل  يطعم عنه عن كل يوم مسكينا  وهذا قول الشافعي في القديم واختاره النووي وابن باز وابن عثيمين، ودليل ذلك ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من مات وعليه صوم صام عنه وليه ) رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها  . والولي القريب 
وقال بعض العلماء ويجوز أن يصوم عنه من ليس من قرابته قياسا علي دين الآدمي فإن من مات وعليه دين جاز أن يقضيه غير القريب عنه . أما دليل التخيير بين أن يصوم عنه او يطعم عنه مع ورود الدليل ظاهره وجوب صيام الولي عن وليه فذلك لدلالة القرآن قال تعالي ( لا تزر وازرة وزر أخري ) فإن قلنا بوجوب القضاء عن الميت لزم من عدم قضائه أن تحمل وازرة وزر أخري وهذا خلاف ماجاء به القرآن ( قاله ابن عثيمين في الشرح الممتع )    
وقال بعض العلم أن هذا الصوم ( صوم الولي عن المتوفي ) هو في صوم النذر فقط ولكن هذا القول مرجوح والحديث عام فلا يصح تخصيصه من غير دليل . 
ولذا فإن الأخت المتوفاة يمكن أن تصوم أمها وأختها عنها فإن لم تفعلا أطعمتا عنها عن كل يوم مسكينا.

logo