تاريخ النشر : 25-09-2021
المشاهدات : 3547
السؤال
السلام عليكم 
ممكن أعرف هل الرسول صل الله عليه وسلم كان  يستشير زوجاته غير حادثة أم سلمه 
 وهل يجوز القول ان الرسول كان يستشير زوجاته
 وهل كلمه كان يستشير معناها أن الرسول يشير اهله في كل شيء ام ماذا؟
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : كان النبي صلي الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا حتي مع عدوه فكيف مع اصحابه وازواجه وقد اثني الله عليه بقوله سبحانه ( وإنك لعلي خلق عظيم ) وقال صلي الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) رواه الترمذي وصححه الألباني ولكتي لاأعلم حديثا صحيحا أو ضعيفا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستشير زوجاته . ولكن صحت الأدلة أنه يشرع للرجل أن يستشير زوجاته في بعض الأمور خاصة إن تعلق هذا الأمر بها أو بأمور البيت والأولاد قال تعالي ( فإن ارادا فصالا عن عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما ) والمعنى أن الأبوين إن ارادا فطام الصبي قبل الحولين ( عن تراض منهما ) بأن يكونا راضيين ( وتشاور ) فيما بينهما هل هو مصلحة الصبي أم لا ؟ فإن كان مصلحة ورضيا ( فلا جناح عليهما ) في فطامه قبل الحولين فدلت الأية بمفهومها علي انه إن رضى أحدهما دون الآخر أو لم يكن مصلحة للطفل انه لايجوز فطامه ( تفسير الشيخ ناصر السعدي ) وكذلك له أن يأخذ برأيها إن وجد في رأيها رشدا وسداد كما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بقول أم سلمة حين أمر أصحابه في صلح الحديبية أن يذبحوا هديهم ويحلقوا رؤوسهم فشق ذلك عليهم فلما دخل علي أم سلمة رضي الله عنها أشارت عليه أن يخرج فلا يكلم منهم أحدا كلمة حتي ينحر بدنه ويدعو حالقه فيحلقه ففعل ذلك فلما رأي أصحابه ذلك قاموا فنحروا وجعلوا بعضهم يحلق بعضا ) رواه البخاري عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم . ففعل صلي الله عليه وسلم ماأشارت به لأنه رأي في مشورتها سدادا من الرأي . ويشرع أن يستشير الرجل المرأة فيما تعلم وتفهم فيه أو يظن أن لها به علما ( وإن لم تكن زوجته ) كما صح في البخارى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار بريرة في حادثة الإفك فقال لها ( يابريرة هل رأيت منها شيئا يريبك ) فقالت بريرة لا والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمرا اغمضه عليها قط أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين فتأتي الداجن فتأكله ) أخرجه البخاري في كتاب الشهادات باب تعديل النساء بعضهن بعضا (148/9) وكما ثبت أن عمر رضي الله عنه استشار النساء في كم تصبر المرأة علي فراق زوجها ( السنن الكبرى للبيهقي ) و ( معرفة السنن والآثار للبيهقي ) وفي المجمل نعلم أن من حسن العشرة بين الزوجين أن يشاور الرجل امرأته في بعض الأمور التي تتعلق بها أو بأولادها فإن أنس من رأيها سدادا ورشدا عمل برأيها خصوصا فيما يظن انها تعلمه وتتطلع عليه . وقد قال تعالي ( وعاشروهن بالمعروف ) فكل ماعلم حسنه بالعرف ولم يخالف الشرع شرع العمل به .

logo