تاريخ النشر : 22-09-2021
المشاهدات : 1547
السؤال
هل زياره المقابر في العيد حرام
الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : 
زيارة القبور من العبادات وفيها فائدتان عظيمتان  الأولي: أنها تذكر الآخرة. والثانية: أنه يدعو فيها الزائر لهؤلاء الأموات من المؤمنين والمسلمين . 
فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (  كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة )  رواه مسلم.  
ذهب أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة إلي استحباب زيارة القبور للرجال وحكى فيها الإجماع.
 وذلك الإستحباب خاص بالرجال واختلف في حكمه في حق  النساء علي ثلاثة أقوال فمنهم من ذهب لللكراهة وهو مذهب الشافعية والحنابلة وقول عند الحنفية وقول للمالكية واستدلوا بما صح عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ( لعن الله زوارات القبور ) أخرجه الترمذي وابن ماجه واحمد وصححه ابن تيمية في مجموع فتاويه وحسنه الالباني في صحيح سنن الترمذي.
 قالوا وماصرف النهي إلي الكراهة هو الحديث أن رسول الله صلي الله عليه وسلم: ( مر بإمراة تبكي عند قبر فقال اتقى الله واصبري ) أخرجه البخاري ومسلم . 
قالوا ولم ينهها عن الزيارة    لما صح عن أم عطية رضي الله عنها قالت: ( نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا ) أخرجه البخاري ومسلم. والزيارة من جنس الإتباع  فعلم أنه في حق النساء الزيارة علي الكراهة لأن النهي الأصل فيه التحريم ولكن لقولها ولم يعزم علينا جعل النهي للتنزيه وليس للتحريم 
والقول الثاني: أن الزيارة للنساء جائزة (من غير  كراهة ) وهو مذهب الحنفية وقول للمالكية وقول عند الشافعية ورواية عن أحمد واختاره القرطبي والشوكاني ومن أدلتهم قالوا ثبت بالنص انه سبق النهي ونسخه فيدخل في عمومه الرجال والنساء قالوا وأيضا تعليل الأمر بزيارة القبور بأنها تذكر الآخرة يشترك فيه الرجال والنساء .
واستدلوا بما أخرجه مسلم وفيه قول عائشة رضي الله عنها  قالت كيف اقول لهم يارسول الله قال قولي : السلام علي أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) قالوا إن تعليم النبي صلي الله عليه وسلم لها هذا الدعاء دليل علي جواز زيارة النساء للقبور .     
والقول الثالث: وهو التحريم وهو قول عند الحنفية وقول عند الشافعية وقول ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين 
واستدلوا بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لعن الله زوارات القبور )   قالوا لعن الله زوارات القبور فدل ذلك علي حرمة ذلك الفعل ولما تفضي إليه الزيارة من أمور محرمة مثل الجزع والندب والنياحة وما تفضي إليه من إختلاط بالرجال تفضي للفتن فلذلك حرم . 
ولايخفي أن المحرم والذي عليه ذلك الوعيد الشديد هو الإكثار من الزيارة وهو الذي يفضي إلي تلك المفاسد وعليه فإنه يجوز للنساء مع الكراهة زيارة القبور ولكن بالضوابط الشرعية المعروفة . 

ولأن زيارة القبور عبادة من العبادات فيجب أن تكون بالإتباع في صفتها وليس بالإبتداع فيجوز زيارة القبور في كل وقت دون تخصيص وقت عن وقت أو يوم عن يوم فيجوز أن تكون يوم عيد أو يوم جمعة أو غيرهما من الأيام دون تخصيص يوم بعينه بل لأنه مثلا اتفق أنه يوم تفرغ فيه من العمل والشواغل
 ثانيا  : لايصح ولايشرع أن يخصص ذكر معين أو دعاء بعينه لم يرد ولم تثبت به سنة وإنما يشرع في الزيارة في أي وقت للتذكرة والإعتبار وأن يدعو بما ثبت في السنة ويجوز أن يدعو للأموات المسلمين بما يريد من الدعاء بالمغفرة والتجاوز والرحمة من رب العباد دون تخصيص دعاء في ذلك غير ماثبت في السنة.

logo