تاريخ النشر : 15-09-2021
المشاهدات : 608
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
معلمتى الكريمه لى
سؤال عن الصدقة الجارية
فكلما أردنا عمل صدقة يتبادر إلى الأذهان توجيه المال للمساجد وخصوصا مواد البناء من طوب واسمنت وخلافه وكذلك سقيا الماء
فلو أن كل الناس توجهوا بصدقاتهم فى هذا الباب فمن يعمر المساجد من مراوح وكراسى وخلافه
وإنها لو استهلكت انقطع الثواب 
إذا فالفقير الذى لايملك المال ليبنى مثلا فليس له نصيب فى صدقة 
ام أن فضل الله واسع يضاعفه لعباده بقدر إخلاصهم  وإطلاعه على قلوبهم 
فهل مفهوم الصدقة الجارية أنها مادامت قائمه كان الثواب ولو تلفت او استهلكت إنقطع الأجر
أسفه للإطالة
الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال
 الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : يتضاعف أجر العبد بقدر صدقه وإخلاصه وقد دلت الأدلة الكثيرة علي ذلك منها ما رواه البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق إما كان في شجرة فقطعه وألقاه وإما كان موضوعا فأماطه فشكر الله له فأدخله الجنة ) فهذا رجل قد نحي غصن شوك عن الطريق بإيمان خالص قائم بقلبه فأدخله الله الجنة ومعلوم أنه ليس كل من نحي غصن شوك عن الطريق يغفر له ويدخل الجنة . وكذا روي النسائي وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( سبق درهم مائة ألف درهم قالوا وكيف قال كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما وانطلق رجل إلي عرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها ) فصاحب الدرهم أخلص العبودية لله وأعطي مع حاجته للمال تصدق بنصف ماله وقد صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه سئل : أي الصدقة أفضل قال جهد المقل) أي أفضل الصدقة هي التي يتصدق بها الفقير قليل المال علي قدر وسعه مع مشقة ذلك عليه . أما الرجل الآخر فقد انطلق وهو غني إلي عرض ماله فأخذ مائة ألف ولكنها شيء يسير من ماله فله فيها أجر ولكن ليس مثل أجر صاحب الدرهم ( المتصدق بالدرهم ) ومن الأحاديث يعلم تفاضل العبادات والأجور بحسب أحوال العابدين قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان علي وجه يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله فيغفر الله له به كبائر كما في الترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص ( فذكر ابن تيمية حديث البطاقة المشهور والذي فيه بطاقة فيها لا إله إلا الله وزنت تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر مليئة بالذنوب فرجحت البطاقة وطاشت السجلات . فهذا قد قالها بإخلاص وصدق ويقين 
ومن ذلك تعرفي جواب سؤالك أختي وأنه قد يفعل العبد العمل الكبير ويفعل غيره عملا في الظاهر صغيرا ولكن بما معه من الصدق والإخلاص وبذل الجهد في الصدقة مع الفقر والحاجة فيكون عمله وصدقته عند الله أعظم أجرا من صدقة غيره .
ثانيا : نعم الصدقة الجارية ينقطع أجرها بإنقطاعها وإنقطاع أثرها . ولكن كما بينا فقد يؤجر من تنقطع صدقته أضعاف مضاعفة حال وجود الصدقة عمن تبقي صدقته آماد طويلة وكل ذلك بإخلاص العبودية لله تعالي

logo