السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
الصدقات الواجبة ( الزكاة ) جعلها الله سبحانه وتعالى تعطى لثمانية مصارف قال سبحانه وتعالى :
( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )
أما الصدقات المستحبة فهي تعطي لكل أحد ( إن أراد ذلك المتصدق بها ) لاتحصر في هذه الأصناف الثمانية .
والفقراء علي الراجح أشد حاجة من المساكين لذا بدأ الله بهم والله لايبدأ إلا بالاهم فالأهم فالفقير الذي لايجد شيئا أو يجد أقل بكثير من حاجته .
أما المسكين فإنه لايجد تمام حاجته ولكن قد يجد نصف حاجته فأكثر .
فقد يملك الرجل معاشا تقاعديا وقد يملك عقارا يدر عليه دخلا ولكن لايكتب حاجته بالمعروف .
برهان ذلك قول الله تعالي ( وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر .. .. ) فهم يملكون سفينة ووصفهم الله تعالي أنهم مساكين .
فقد يجد الرجل دخلا مثلا 3 الآف من الجنيهات ويعول أسرة كبيرة وفيها المريض وفيها أبناء في سن التعليم ويدفع إيجار مسكن فتكون حاجته بالمعروف مثلا 5 الآف ودخله الشهري 3 الآف فهذا من المساكين ويعطي من مال الزكاة وإذا كان يجوز أن يعطي من الزكاة الواجبة فيجوز أن يعطي من الصدقات المستحبة بدلالة الأولي .
أما أنه يكون عنده دخل ويستطيع أن يدخر منه شيئا للزمن كما يقولون فهذا ليس فقيرا ولامسكينا لأنه عنده كفايته وشيئا يدخره فلا تحل له الزكاة .
أما الصدقات المستحبة فيسأل أصحابها هل تريدون أن يختص بها الفقراء والمساكين فقط أم تريدون كل وجوه البر .
وذلك لأن غالب من يتصدق صدقة مستحبة يقصد بها الفقراء والمساكين فقط وقد يحددون مثل تعليم أو علاج أيتام .
أو المساعدة في تجهيز بعض العرائس ويقصدون بكل هؤلاء أيضا أن يكونوا ممن ليس عندهم مايكفيهم .
وبالجملة إن كانت الأخت لاتستطيع سؤال مخرجي الصدقات المطلقة فلايجوز أيضا أن تعطي منها من يستطيع أن يدخر من دخله وذلك لأن غالب المتصدقين يقصدون بصدقاتهم الفقراء والمساكين .