السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال

 الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : أولا ليس قول أحد من أهل العلم وإن علا قدره حجة ودليل وحده، إنما الحجة والدليل أربعة:

 1-كتاب الله تعالي 

2- وسنة رسوله  

3-إجماع الأمة المتيقن 4-القياس الجلي الواضح 

 وليس قول أحد دون الرسول صلى الله عليه وسلم حجة إلا أن يكون إجماعا قال تعالي ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولي ونصله جهنم وساءت مصيرا ) فحجية الإجماع ثبتت بهذه الآية ( ويتبع غير سبيل المؤمنين ) . وعند التنازع يرد إلي الكتاب والسنة فقط قال تعالي ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) النساء 59

   

ولأن المسألة المذكورة المسئول عنها هي من المسائل الخلافية وجب الرد إلي الدليل من الكتاب والسنة 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلي نكاحها فليفعل ) قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتي رأيت منها ما دعاني إلي نكاحها وتزوجها فتزوجتها ) رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني في صحيح أبي داود  

وقوله صلي الله عليه وسلم  ( إذا خطب أحدكم المرأة .... 

 : أي : إذا أراد الرجل أن يتزوج امرأة فلينظر إلي ما يدعوه إلي نكاحها . 

والحديث حجة فى جواز رؤية المرأة دون علمها لمن أراد أن يتزوجها وذلك لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لفعل جابر ابن عبد الله رضي الله عنه.  

وصورة المرأة تقاس علي المرأة نفسها فهي من القياس الواضح الجلي إذ لا فارق بين المرأة نفسها وبين صورتها . ولكن لابد من التنبه أن الشرع أتي بجلب المصالح ودرء المفاسد . ودرء المفاسد مقدم في الشرع علي جلب المصالح ولا يكفي قول الأخت أنها تحسن الظن أو تتوسم الخير في الخاطب فترسل له صورة المخطوبة ونحن نعلم خفة أمانات الناس في هذا الزمان وأيضا مع مفسدة ما يمكن أن يحدث عن طريق تغيير الصورة عن طريق بعض البرامج مثل رفع الحجاب أو الثياب عن الصورة فتظهر نفس الصورة دون ثياب ودون ستر إلي غير ذلك من المفاسد فلا يجوز أن ترسل الصورة إلي هاتف الشاب الخاطب وإن  كانت تتوسم فيه الخير ولكن يمكن أن تريه الصورة علي هاتفها هي نفسها وذلك بحجة الحديث . وليس بحجة قول الشيخ العدوي أو غيره .