بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه أما بعد؛
صاحبة الرسالة قالت أقوال ستجدوها إن شاء الله في الرسالة عندكم نحن نحب أن نتكلم بالأدلة ولعل الله عز وجل أن يهدينا وإياها ويبصرنا وإياها بالحق .
أولاً صاحبة السؤال واضح أنها تفهم أن هناك بدعة وسنة لأنها تقول نحن نبتدع صلاة جديدة ونبتدع زكاة جديدة ونحن مثلاً نصلي صلاة نقرأ سور بعدد معين أو نقول الأسماء الحسنى بعدد معين أو كذا أو كذا هذه أمور مجربة وهي من تجارب الصالحين فهي أمور مجربة فأنا أعمل بها، وبعد هذا قالت في كلامها أننا نحن وأمثالنا -ربنا يثبتنا جميعاً على الحق- أنه لماذا لا نستطيع أن نعمل ما تفعله هي أو ما يعملوه هم وأن الله سبحانه (كما تقول ) طمس على بصرنا وبصيرتنا وما شابه؟
أقول للأخت أولًا نبدأ بالقرآن بكلام الله عز وجل وهو خير موضوع قال الله عز وجل:
[ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا]
فبداية الحمد لله الدين تم وكمل وليس لأحد أن يقول والله هذا الشئ يريحني أنا أعمله و هذا الشيء قد جربته فوجدته حسناً وأنا أخذته عن شيوخي الذين أظن بهم خيراً وشيخي أخذ عن شيخ شيخي الذي يظن به خيراً و هذه الجزئية سوف نتكلم فيها إن شاء الله بعد قليل، نحن نريد أولاً أن نبين أن رب العالمين أتم دينه وكمّله فلا ينقص شيء يعني إن كان شيء من ما يعملوه خيرًا لثبت بالدليل الصحيح ولقلنا سمعنا و أطعنا نحن يهمنا ثبوت الدليل الصحيح من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
الأمر الثاني رب العالمين يقول آمرًا النبي صلى الله عليه وسلم:
[ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ]
العلماء قالوا في هذه الآية والآية الأخرى في قول الله تعالى:
[ ليبلوكم أيكم أحسن عملا]
قالوا في الآيتين أحسن عملا هو كذلك العمل الصالح و هو ما كان خالصا صوابا، خالصا أي لا يشرك فيه مع الله أحدا و هذه أمور قلبية لا يطلع عليها إلا الله عز وجل لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح:
( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى) ممكن أن إنسان يتصدق خالصا لله عز وجل والآخر يتصدق مثله تماما ولكنه يتصدق رياء الناس هذا يقبل منه وهذا لا يقبل منه فإذا الصواب ما كان موافقا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وشريعته وهذا ميزان الأعمال الظاهرة و من ميزان الأعمال الظاهرة الحديث الصحيح أيضا (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)وفي الرواية الأخرى( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) رد أي مردود عليه غير مقبول منه إذن هناك موازين للأعمال ما هي ؟ أنها تكون خالصة لله عز وجل في الباطن وفي السريرة يعني المسائل التي لا يطلع عليها إلا الله عز وجل وأن تكون في الظاهر موافقة للشرع الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم وهذه ثوابت بالطبع كلنا بإذن الله والأخت السائله كذلك إن شاء الله هدانا الله وإياها لن تخالفها ولعلها تتبصر وتسمع معانا شيئا فشيئا، الأمر الثاني هي تقول أن الناس يفعلوا هذا لأنهم غير قادرين على العبادة من قال لك يا أختي الكريمة أن بكثرة العبادة تكون مقبولة لابد من قبل أن تكون مقبولة أن تكون موافقة للسنة ، عندنا حديث صحيح عظيم القدر جدا رواه البخاري ورواه مسلم وكذلك رواه النسائي الحديث :( أن هناك رهط من الصحابة )، جماعة أقل من العشرة من الصحابة وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء والمرسلين ذهبوا إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون أزواجه عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا بها كأنهم تقالّوها أي أنها عبادة قليلة -كما تقول الأخت أنهم لا يستطيعوا فعل هذا- ثم قالوا : هذا الرسول صلى الله عليه وسلم أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أحدهم أما أنا فأصوم الدهر فلا أفطر يعني هذا الرجل سوف يصوم فيأتي له رجل يقول له لماذا تصوم بهذه الطريقة ؟؟ ، لأن حتى الصوم فيه شرع كل عبادة لابد تقف على الدليل، وقال الثاني وأنا أقوم الليل فلا أنام ،وقال الثالث وأنا أعتزل النساء لا يتزوج، جعلها لله لا يتزوج كالرهبانية، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم خطأهم وعوج طريقهم يعني طريقتهم معوجه وقال لهم: (إنما أنا أعلمكم بالله وأخشاكم له) ، الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بالله عز وجل وبشرعه وأتقاهم لله وأخشاهم لله و قال لهم ذلك : (ولكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) يعني يا أختي لما تأتي عبادة لا تأتي أخت تقول لي أنا أصلي صلاة زائدة مثلا أصلى العصر خمسة ركعات أو أصلى مثلا العشاء ست ركعات ، لا هذا الرجل كان سيصوم الدهر والآخر يقوم الليل لا ينام وهذا لا يتزوج النساء ، النبي صلى عليه وسلم خطأهم جميعا و قال (من رغب عن سنتي فليس مني)
إذا الأمر بيننا موقوف على أن نثبت أن هذا الشئ سنة أم لا.