وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
أولا : أسأل الله العظيم أن يشفي الأخت المريضة شفاء لا يغادر سقما وان يرفع بذلك البلاء درجاتها في جنات النعيم آمين.
ثانيا: من سنن الله تعالي أن يبتلي الخلق بالخير والشر ليختبرهم، قال عز وجل: ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون )،
وقال سبحانه ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )،
وقال: ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ).
روي البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال: قال صل الله عليه وسلم: ( من يرد الله به خيرا يصب منه )
وروي البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي صل الله عليه وسلم قال: ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتي الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )
وروي مسلم أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مامن مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها )،
وروي الإمام أحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يبتلي الرجل علي حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء ).
قال ابن القيم رحمه الله: ( إن ابتلاء المؤمن كالدواء له يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه أهلكته أو انقصت ثوابه وأنزلت درجته فيستخرج الإبتلاء والإمتحان منه تلك الأدواء ويستعد به لتمام الأجر وعلو المنزلة ..... ) إغاثة اللهفان 188/2).
فيا أختي الكريمة نوصيك بالصبر والرضا عن الله تعالي وأقداره المؤلمة فإنه كما يقول ابن القيم إن لله تعالي علي العبد عبودية في الضراء كما له عليه عبودية في السراء.
أما قولك هل من التسخط أن تذكري ما بك من ألم وكذلك الأنين فإن كنت تذكرين ذلك لأن ذلك يخفف عنك بعض ما تجدين فإن ذلك ليس من التسخط وإن كنت تذكرين ذلك تشتكي ربك وجزعا من المرض وترك للصبر الواجب فإن ذلك لايجوز.
أما أنك ترغبين من شعورك باهتمام من حولك وحنانهم فهذا أمر فطري ولا محظور فيه.
أما أنك قد لا تؤدين كثير من العبادات المستحبات فنسأل الله تعالي أن يثيبك الأجر كاملا فإنه صح أن الإنسان يكتب له في مرضه أجر ما كان يغعل من العبادات في صحته.
وليس خوف المرء من سكرات الموت ومن القبر سوء ظن بالله ولكن هذا الخوف لابد أن يكون معه الرجاء في سعة رحمة رب العباد وكرمه ولطفه وأن لا يصل به هذا الخوف من القنوت من رحمة الله بل يدفعه لحسن العمل وإخلاص النية والتمسك بالسنة ما ستطاع مع رجاء ربه وحسن ظنه أنه يرحم عباده المحسنين ويتجاوز عن التائبين المستغفرين.