تاريخ النشر : 30-04-2025
المشاهدات : 73
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
برجاء الإفادة ما حكم جوزة الطيب 
وإذا تم شراء مشروب يحتوى على بعض منها مثل الكَرَك ما الحكم ؟
الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد 
نتكلم أولا على جوزة الطيب ثم نتكلم بعد ذلك عن مشروب الكرك
أولا : جوزة الطيب أصلا ثمرة من شجر، حين سألوا أهل العلم عنها من أصحاب الزراعة والأطباء وجدوا أنها إما مسكرة أو مخدرة أي إما تسكر أو تخدر فجمهور أهل العلم على أنها محرمة سواء كان استعمالها قليلا أو كثيرا،
وبعض أهل العلم الآخرون قالوا بأنها محرمة إذا كان الإستخدام كثيرا منها، أما اليسير منها إذا كان مغمورا في المواد يعني مخلوط بمواد أخرى وهذه الخلطة لا تظهر فيها فهي جائزة. 
ابن حجر العسقلاني وهو عالم كبير، سئل عن أكل جوزة الطيب - طبعا لن تأكل وحدها ولكن في وسط طعام أو ما شابه- مختصر جوابه أنه قال إن شيخ الإسلام ابن دقيق العيد ذهب إلى إنها مسكرة، والعماد ابن العماد جعل الحشيشة أي الحشيش مقيس عليها، يعني قاس الحشيش على جوزة الطيب وهذه شدة شديدة، لكن عموم جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة على أنها مسكرة، 
وبالتالي بما أنها مسكرة فتدخل تحت النص العام (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) وهذا حديث صحيح. 
الحنفية قالوا إما مسكرة أو مخدرة فهي مذهبة للعقل، فيها إفساد للعقل، فاستخدامها حرام. 
إذن عندنا مادة أو ثمرة استخدامها يسكر أو يخدر ففي هذه الحالة لا يجوز استخدامها سواء الكثير أو القليل منها. 
الكثير ومعلوم أنه يسكر فلماذا القليل؟
*لأن ما أسكر كثيره فقليله حرام*
وعليه لا يجوز استخدامها إلا في حال مثلا اشتريت بهارات او توابل فوجدت فيها شيئا من جوزة الطيب ولا يظهر لها أثر، وكنت لا تعلمين بذلك فلا بأس من استخدامها للخلاف في المسألة، 
ولكن أحد من الناس يشتريها بنفسه حتى يضعها في بهارات أو توابل أو طعام أو مشروب ثم يقول سأستخدم القليل منها فهذا لا يجوز، فهذا يعني أنك تشترين المحرم وتخلطين المحرم ثم تقولين سأستخدم قليلا منه ؟ لا يجوز. 
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عندما سئل عن البرفانات والعطور التي فيها القليل من الكحول الأثيلي الذي هو أصل الخمر فقال إذا كان لا يظهر فيه أثر من رائحة أي إن خواصه تفقد في هذا العطر أو هذا البرفان فيجوز استخدامه،
وهذا تحت قاعدة معلومة وهي قاعدة الإستحالة أي يستحيل المحرم إلىٰ أي شيء آخر حلال. 
دجاجة مثلا تأكل الخبث فتصير جلالة ، الجلالة دي الدجاجةوالبط وغيره يأكل الخباثات فيخبث لحمه ، فنحبسه فترة من الوقت ونطيب مطعمه أي يأكل طعام حلال فيصير لحمه حلال، ونحن متأكدين أن لحمه به أثر من أثر أكله للنجاسات ولكن حين طاب لحمه وصار اللحم طيب كله يغلب عليه الطيب ولا يظهر فيه أثر الخبائث فاستحالت النجاسات،
الأرض تسبخ أحيانا بالنجاسات، فهل الثمرة بها أثر للنجاسة، لا ليس بها أثر للنجاسة فهي حلال
ولكن أن يأتي الإنسان بالنجاسة او الشيء المحرم فيستخدمه ويقول إني استخدم القليل منه لأنه لا يظهر هذا لا يجوز،
أو أن يشتري الكحل الأثيلي ويخلطه بأحد العطور ويقول أنه لا يظهر فلا يجوز، 
وبالتالي وبناء على ما سبق أقول أن جوزة الطيب الراجح فيها وهذا مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة أنه يحرم استخدامها قليلها وكثيرها وهذا بناء على ما سبق من الأدلة.
بعض أهل العلم قال يجوز استخدام القليل منها إذا كان مغمورا في غيرها من المواد مخلوط به ولكن لا يشتريها هو ليستخدمها فهذا لا يجوز وهذا هو الراجح والله عز وجل أعلى وأعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

logo