وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
نعم يجوز للحائض أن ترقي نفسها أو غيرها بما تحفظ من القرآن ويجوز لها أيضا قراءة القرآن علي الراجح من أقوال أهل العلم . وذلك خشية النسيان أو للمراجعة أو لتعليمه وتعلمه شرط أن لا تمسه لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا ( وأن لا يمس القرآن إلا طاهر) فإن احتاجت إلي القراءة من المصحف مسته بحائل بخرقة نظيفة أو قفاز أو منديل أو نحو ذلك
قال شيخ الإسلام بن تيمية في مجموع الفتاوي (191/26) ( ليس في منعها من القرآن سنة أصلا وقد كان النساء يحضن علي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو كانت القراءة محرمة عليهن كالصلاة لكان هذا مما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وتعلمه أمهات المؤمنين وكان ذلك مما ينقلونه إلى الناس فلما لم ينقل أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك نهيا لم يجز أن تجعل حراما مع العلم انه لم ينه عن ذلك وإذا لم ينه عنه مع كثرة الحيض في زمنه علم أنه ليس بمحرم ) انتهي .
وقال علماء اللجنة الدائمة ( يجوز للحائض أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب من غير أن تمس المصحف مباشرة إذا احتاجت لقراءة القرآن من أجل أن لا تنساه ) فتاوي
واللجنة الدائمة (232/4) وكذلك أفتى الشيخ ابن بازرحمه الله وابن عثيمين فقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم قراءة القرآن غيبا عن ظهر قلب بالنسبة للحائض طلبا للأجر أو للرقية الشرعية ؟
فأجاب : المرأة الحائض إذا قرأت القرآن لغرض سوي مجرد التلاوة فلا بأس فإذا قرأت القرآن للإستشفاء به أو للأوراد التي كانت تقرأه من أجلها أو للتعليم أو التعلم فلا بأس بذلك لأنها تقرأه لسبب .) انتهي فتاوي نور علي الدرب (123/21)
وعليه فلا حرج علي الحائض أن ترقي نفسها أو ترقي غيرها بالقرآن والأذكار الشرعية الصحيحة وكذلك لو قرأت من المصحف بشرط أن لا تمس المصحف إلا بحائل