تاريخ النشر : 27-01-2025
المشاهدات : 51
السؤال
سؤال من شاب يريد الفتوى


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجو من فضيلتكم التكرم بإفادتي بخصوص أمر متعلق بشراء شقة سكنية. أمامي خياران، وأريد معرفة الرأي الشرعي في أيهما أفضل:

1. شراء الشقة من خلال الشركة مباشرة بمبلغ إجمالي قدره 2,200,000 جنيه شاملة الفوائد. و يتم سداده على أقساط 20,000 فى الشهر على مدار 8 سنوات. علما بأن المقدم بالاضافة لتشطيب الشقة حوالي مليون جنيه - غير متوفر غير سعر المقدم فقط.

2. شراء نفس الشقة من خلال مبادرة التمويل العقاري التابعة للدولة لدعم الشباب من خلال البنك بفائدة 8٪ بحيث يكون السعر 1,350,000 جنيه، بدفعات شهرية بقيمة 8,400 جنيه. على 20 عام. علما بأن الشقة لا تحتاج لتشطيب ومقدمها 300,000 وهذا في الاستطاعة 


أيهما أكثر توافقًا مع أحكام الشريعة الإسلامية؟ وهل هناك ما يجب الإنتباه له فيما يتعلق بالعقود في مثل هذه الحالات؟

جزاكم الله خيرًا وبارك في علمكم.
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته   
     إلي الأخ الكريم صاحب السؤال 
     الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد : 
بالنسبة لصورة العقد الأول فإن كل شركات التسويق العقاري التي تبيع بالتقسيط تقع في أمرين مخالفين للشرع، الأول وهو فرض غرامة على تأخير الأقساط وهذا ربا النسيئة المحرم بالنص والإجماع ولا يجوز اشتراط ذلك في العقد لأنه اتفاق علي شرط محرم حتي إن نوى المشتري أنه لن يؤخر دفع الاقساط.
ثانيا كثير من هذه الشركات تعقد عقد البيع للشقة وهي لم تبني بعد بل ولم يوجد أي بناء للعمارة التي تقع بها الشقة وهذا على الراجح من أقوال العلماء هو من بيع ما ليس عندك الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. إلا أن بعض العلماء قال أن هذه الصورة جائزة وتدخل تحت ما يسمى بعقود الاستطصناع . 
أما بالنسبة لصورة العقد الثانية فقد أجبت في فتوي سابقةعن حكم التمويل العقاري مفصلا وهنا أذكر بأنه غالب ما يجري في عقود التمويل العقاري أن البنك وسيط بين المشتري وهيئة المجتمعات العمرانية يدفع البنك ثمن الشقة نقدا لهيئة المجتمعات أو لمالك الشقة أي كانت صفته ثم يستردها علي أقساط مع الزيادة وهذا هو عين الربا . وحتي يصير العقد جائزا يجب أن يكون هناك عقدين الأول البنك يشتري الشقة دون إلزام لك بالشراء منه ثم يبيع لك الشقة التي اشتراها بعقد آخر ولاوبأس حينها من بيعها بثمن أعلي بالتقسيط شرط ألا يذكر الثمن وحده والفائدة وحدها بل يذكر الثمن الكلي للشقة وطريقة دفع الاقساط والمدة إلي غير ذلك من امور . 
ثانيا : يشترط أيضا غرامة علي تأخير دفع الاقساط وهو ربا أيضا  
وبذلك يتضح ان كل صورة بها مخالفات شرعية وإن كانت الصورة الأولي أقل بكثير من حيث المخالفة والمسلم لا يوجد إلي العقود الربوية إلا في حال الضرورة والضرورة تقدر بقدرها

logo