وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد : هذه المسألة تعرف عند الفقهاء بمسألة التشريك في النية
وفي تشريك النية بين صوم الفريضة كصوم قضاء من رمضان أو صوم نذر أو صوم كفارة كظهار مع صوم نافلة
خلاف معروف بين أهل العلم فمنهم من ذهب إلي أنه لايجوز الجمع مطلقا بين صوم فريضة ونافلة لأن نية الفريضة أعلي من نية النفل ولان كلا منهما عبادة مستقلة مقصودة لذاتها فلا تتداخل فلايصح الجمع .
وأختلفوا هل يقع أجر الصوم على أنه نافلة أم لايجزئ .وممن قال إنه لايصح الجمع بين قضاء أيام من رمضان مثلا مع النافلة جمع من المتقدمين ومن المتأخرين ( المعاصرين ) منهم علماء اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز والشيخ عبد الرزاق عفيفي وغيرهما
ومنهم من قال لايصح الجمع في النية بين الفريضة وبين النفل المقيد في عبادة واحدة لأن نية الفريضة أعلي من نية النافلة ولأن كلا منهما عبادة مستقلة مغايرة للاخري في الحكم والثواب والدرجة ولأن كلا منهما عبادة مقصودة لذاتها من قبل الشارع فلايصح عند أكثر الفقهاء أن ينوي بقضاء أيام من رمضان قضاء وست من شوال في شوال وذلك لأنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر ) فكان صيام الست من شوال تابع لصيام رمضان كله أداء وقضاء وصيام الست بعده مقصود لذاته عبادة مستقلة فلا تتداخل ولايجوز فيها تشريك النية وإن شرك في النية وقعت نافلة علي الراجح
وذهب بعض أهل العلم إلي أن العبادات تتداخل أو كانت إحداهما غير مقصودة شرعا أو تندرج إحداهما تحت الاخري جاز التشريك في النية ومن أمثلة ذلك عندهم كمن صلي مثلا سنة الظهر القبلية نووي بها تحية المسجد وكمن صلي الفريضة بنية الفريضة وتحية المسجد قالوا لأن المقصود من تحية المسجد شغل المسجد بصلاة حين يدخله وقد فعل ذلك .وكمن اغتسل يوم الجمعة بينية الغسل من الجنابة أو الحيض وغسل الجمعة قالوا جاز ذلك لأن المقصود الغسل يوم الجمعة وقد فعل ذلك بغسله من الجنابة . وكمن كان عليه صيام من كفارة أو قضاء فصام ذلك القضاء يوم الإثنين الخميس عن قضاءه وعن الإثنين والخميس قالوا جاز ذلك لأن المقصود شغل ذلك اليومين بالصيام وقد فعل ذلك . وأصحاب هذا المذهب اختلفوا بينهم في الأمثلة المضروبة فبعضهم يجعل بعض العبادات لاتتداخل فلايجوز فيها التشريك وبعضهم يجعل نفس العبادات تتداخل فيجوز فيها التشريك . وسؤالك هذا يقع تحت هذه المسألة الأخيرة بالنسبة لأصحاب هذا المذهب فهي جائزة عندهم .
والأحري للمقلد أن يقلد من يراه أهلا للعلم وأن يستبرأ لدينه ويحتاط له ولذلك أري أن تجعلي قضاء صوم رمضان بنية منفردة ثم تصوم بعد ذلك ماشئت من النوافل